رجحت السلطات الأمنية الأمريكية فرضية "التعمد" في الحريق الذي شب
مؤخرًا في موقع خصص لبناء مسجد في منطقة "مورفريسبورو" بولاية "تينيسي"
الأمريكية.
وقال العميل الخاص في مكتب التحقيقات الفيدرالي
الأمريكي (FBI) كيث موسيز: "يجري حاليًا تحليل الأدلة لمعرفة أسباب اندلاع
النيران، وعلينا أن نتتبع الأدلة جميعها لمعرفة الحقيقة".
وأضاف أن ملابسات الحادث تجعل "افتراض كونه متعمدًا أمرًا معقولاً".
ووقع
الحريق في وقت مبكر من صباح السبت 28-8-2010م في موقع خصص لبناء "مركز
مورفريسبورو الإسلامي" في ولاية "تينيسي"، وتحقق عدة سلطات أمنية في
ملابساته، منها مكتب التحقيقات الفيدرالي، ومكتب مكافحة تهريب الكحول
والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات، ومحققي مكتب الشريف بمقاطعة
"روثرفورد".
وأتت النيران على عدة مركبات إنشائية كانت في
الموقع، وفقا لتصريحات كامي عياش المشرفة على مشروع بناء المسجد، التي أكدت
أن رجال الإطفاء في المنطقة أبلغوها أن المركبات تلك تم رشها بمادة قابلة
للاشتعال.
وكان مشروع بناء المركز الإسلامي أثار جدلاً في
ولاية تينيسي، إذ نظم عدة مئات من المعارضين في يوليو الماضي، مسيرة ضد
بناء المسجد، ضمن اعتراضات على الدين الإسلامي نفسه.
والشهر
الماضي، عمد حاكم ولاية تينيسي رون رامزي إلى انتقاد المشروع علنا،
قائلاً: "يمكن حتى أن نثير السؤال حول ما إذا كان الإسلام هو بالفعل ديانة،
أم أن له طبيعة قومية أو أنه أسلوب حياة أو إطار جامع لفرقة دينية، أو كل
ما قد ترغبون بقوله".
وتابع: "نحن نقوم بحماية أدياننا، لكن في الوقت عينه علينا أن نعرف بأن هذا أمر سيكون علينا مواجهته".
من
جانبه، أصدر مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية بيانًا دعا فيه رامزي إلى
الاجتماع مع قادة الشريحة المسلمة من سكان تينيسي حتى يتمكن من الحصول على
"معلومات متوازنة ودقيقة حول الإسلام".
وقال مدير العلاقات
الداخلية في المجلس، إبراهيم كوبر، إنه يلاحظ خلال الفترة الماضية موجة
متزايدة من الدعوات إلى تقييد الحريات الدستورية الممنوحة للمسلمين.
وتأتي هذه الحادثة في وقت صعدت فيه بشدة الجماعات المعادية للإسلام معارضتها لبناء المساجد والمؤسسات الإسلامية في الولايات المتحدة.
وبرز
هذا التوجه بقوة ضد مشروع بناء مسجد ومركز "بيت قرطبة" على مقربة من موقع
مركز التجارة العالمي الذي انهار في هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م.
وقد
أثار هذا المشروع معارضة العديد من الشخصيات السياسية البارزة في الولايات
المتحدة، مثل: رئيس مجلس النواب الأمريكي السابق "نيوت جينجريتش"، ومرشحة
الحزب الجمهوري لمنصب نائب الرئيس الأمريكي في انتخابات سنة 2008م "سارة
بالين"، فضلاً عن العديد من الجماعات التي يصفها المراقبون بـ"المعادية
للإسلام" مثل: حركة (أوقفوا أسلمة أمريكا) التي تتزعمها الناشطة المتطرفة
"باميلا جيلر"، وحركة (الجهاد ووتش) بزعامة المتطرف "روبرت سبنسر".
وفي
السياق ذاته أظهرت نتائج عدة استطلاعات رأى أجريت مؤخرًا أن هناك اتجاهًا
قوميًّا متزايدًا لمعارضة بناء وتوسيع المساجد والمراكز الإسلامية في جميع
أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.
ومقابل هذا التصعيد
أطلقت الجمعية الإسلامية الأمريكية (ماس) مؤخرًا حملة قومية لتعزيز الحريات
الدينية في الولايات المتحدة، تدعو فيها المسلمين، وبخاصة في شهر رمضان
المبارك، إلى التواصل مع جيرانهم والأشخاص من الطوائف الدينية الأخرى في
مجتمعاتهم بهدف إقناعهم بحق المسلمين في بناء المساجد.
وعن
حملة حرية بناء المساجد، قال مديرها الإمام "مهدي براي": إننا "نرد على
أولئك الذين يستغلون الخوف والجهل.. نرد عليهم بالإيمان والعدالة للجميع،
وخلال هذا الشهر المبارك شهر رمضان سنستمر في بذل الجهود والتركيز على ما
هو جيد ونبيل لأنفسنا، وجيراننا، وأمتنا