مرحلة الخطوبة أوالعقد

دعينا نتكلم عن فترة العقد .....تلك الفترة الجميلة والتي تنتظرها كل فتاة وتحلم بها .
ولأهمية هذه الفترة فدعيني ألفت نظرك إلى عدة أمور مهمة قد تغفل عنها بعض الفتيات بدون قصد ولكن يكون لها تأثيرها الكبيرة على الحياة بعد ذلك


★شخصيتك

في هذه الجزء نرى الفتيات قد انقسمن إلى ثلاث أنواع من الشخصيات:
الصنف الأول .. من ألغت شخصيتها تماما وذابت في شخصية خطيبها فلم يعد لها رأي أو ذوق أو تفكير في أي شئ وإنما أصبحت تابعة لا كيان لها ظنا منها أن هذا هو الحب والطاعة التي قال عنها رسول الله: { الا اخبرك بخير ما يكنز المرء المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرته وإذا امرها اطاعته وإذا غاب عنها حفظته -}وبذلك تفقد رونقها وتميزها ....و في كثير من الأحيان يكون الزوج هو السبب في هذا الأمر عندما يطالبها بالطاعة المطلقة ولا يسمح لها بإبداء رأيها بحجة أنه هو الرجل وعليها أن تسمع وتطيع وفقط ....
وللأسف وقعت الكثيرات في هذا الفخ ...وتحولت إلى نسخة بالكربون من الزوج المنتظر وتنازلت طواعية عن شخصيتها وهويتها ......,,نعم ....قد يروقه الأمر في أول الزواج ولكن تأكدي أنه لن يلبث أن يمل ويبحث عن إمرأة أخرى تناقشة وتحاوره وربما تعارضه أيضا ....فهو لا يريد نسخة منه وإنما يريد كيان آخر في البيت له رأي وعقل . وإن شاء الله سنتطرق لمزيد من التفصيل عن المفهوم الصحيح للطاعة في دروسنا القادمة للزوجة
الصنف الثاني .. وهي من تريد اثبات ذاتها بدرجة فوق الوصف فتتعامل معه بمبدأ المساواة بين الذكر والأنثى أي معاملة الند بالند ولابد أن يكون لها رأي في كل شئ حتى وإن كان الأمر لا يخصها وأحيانا ترغب في السيطرة عليه لينفذ رأيها ناسية أن القوامة للرجل كما قال تعالى: {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}
الصنف الثالث .. وهن القليل ممن فهمت شرع الله جيدا وعرفت حق نفسها وحق زوجها حق المعرفة
فهي تطيع أوامر خطيبها بالقدر المعقول (لأنها مازالت في بيت أبيها وتحت طاعته) كما أنها لها أفكارها وطموحها وهوايتها التي ترفع من قدرها عند خطيبها وتعزز من مكانتها وقيمتها
وهي تتبع المقولة: ( في فترة العقد وأنا في بيت أبي كلام الزوج يحترم وكلام الأب ينفذ ...بعد الزفاف وأنا في بيت زوجي كلام الزوج ينفذ وكلام أبي يحترم )

همسة* أعلمي أن شخصيتك هي أول ما يجذب الرجل إليك فحافظي عليها .


★الاحترام

عادة في فترة العقد تكون العلاقة بين الخاطب ومخطوبته خالية من التعقيد ...فلا مسئوليات ولا مشاكل وإنما فقط حديث وأحلام وردية عن بيت المستقبل ....وتظل الأمور هكذا حتى يتعود كلا الطرفين أحدهما على الآخر فيبدأ التبسط في الحديث والمزاح ...,وكل هذا جميل ولا بأس به ..ولكن المشكلة تظهر حينما تظهر كلمات السب والشتم وسط المزاح .... فربما وهو يمزح معها مرة يقول لها لفظ ليس لطيفا وقد تتقبل هي هذا الأمر وتقول عادي وليس مشكلة فهو يمزح ...,ولكني أقول لك يا حبيبة لا بل هو مشكلة لسببين ..دعيني أذكرهما لك

أولا ... أن لسانه قد يتعود على هذه الألفاظ .... فإذا حدثت في مرة مشكلة حقيقية إذا باللسان ينطق بدون شعور بنفس الألفاظ التي تعود عليها وقت المزاح وفي ذلك الوقت لن تكون جميلة ولذيذة وإنما ستكون جارحة ومؤلمة بالرغم من أنها نفس الألفاظ والكلمات التي تعودت عليها......وللأسف هذا مشاهد وبكثرة ...وتزيد المشكلة أكثر إذا كانت هذه الألفاظ أمام والديك أو والديه أو ربما بعض الغرباء ..

ثانيا ... أن هذا للأسف قد يكون مؤشرا غير جيد لصورة العلاقة بينكما بعد الزواج وتأكدي يا غالية أن الرجل عندما تتنازلين عن إحترامك لن يقف عند هذا الحد وإنما سينتقل إلى مراحل أخرى قد تصل للضرب وربما المبرح أيضا ...إلا من رحم ربي ........فلماذا لا نضع القواعد من البداية ويكون الاحترام أساس في التعامل معنا ,,,,إذا حدث ووجدت زوج المستقبل بدأ في التلفظ بألفاظ غير لطيفة في أي وقت فنبهيه ( بأسلوب رقيق ولطيف ...مش عايزين خناقة ^_^ ) بأنك لا ترغبين أن تكون العلاقة بينكما على هذا الشكل وإنما تريدين احتراما متبادلا ...قد يقول لك أنا فقط أمزح ..بابتسامة لطيفة أخبريه أنك متأكدة أنه يمزح ولكن الأفضل أن يكون المزاح أيضا بدون كلمات جارحة...صدقيني ستكون أول وآخر مرة لأن الأمر يكون كما يقولون جس نبض فإذا رآاك متسالة تساهل معك وعرف أنك تتنازلين بسهولة ..أما إذا عرف أنك إنسانه تحترمين نفسك وشخصيتك فتأكدي أن تعامله بعد ذلك معك سيكون أساسه الاحترام .... ولا داعي أن أذكرك أن هذا الاحترام يجب أن يكون متبادلا ...بمعنى أنك أيضا تحافظين على مشاعره فلا تؤذيها بقول أو بفعل سواء وقت الجد أو المزاح ....... حافظي دائما على مسافة احترام بينكما..ومن بداية العلاقة لابد أن تحددي الخطوط الحمراء التي لابد التوقف قبلها .أعلم أني قد أطلت الحديث في هذه النقطة ولكن هذا لأهميتها الكبيرة في الحياة الزوجية ....فربما نستطيع أن نعيش بدون حب ولكننا مؤكد لا نستطيع أن نعيش بدون احترام