اهلا بك معنا فى منتدى اتباع الحبيب المطصفى يشرفنا تسجيلك معنا
اهلا بك معنا فى منتدى اتباع الحبيب المطصفى يشرفنا تسجيلك معنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مسلمين
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

  لماذا كان الإسراء والمعراج ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد السيد
A.D.M.IN
A.D.M.IN
محمد السيد


عدد المساهمات : 449
تاريخ التسجيل : 18/12/2010

  لماذا كان الإسراء والمعراج ؟ Empty
مُساهمةموضوع: لماذا كان الإسراء والمعراج ؟     لماذا كان الإسراء والمعراج ؟ Emptyالإثنين ديسمبر 27, 2010 1:00 pm

رجح أكثر علماء السيرة النبوية أن حدوث الإسراء والمعراج كان قبل الهجرة
إلى المدينة بسنة واحدة[1]، أي بعد مرور اثني عشر عامًا من البَعثة، وهي
سنوات ذاق خلالها النبي وصحبه الكرام ألوانًا وأصنافًا من الاضطهاد
والعذاب، شمل الجانب النفسي والاجتماعي والاقتصادي.



وكان
من ذلك أنَّ قريشًا سعت إلى تفعيل سياسة الحصار الاقتصادي لبني عبد مناف،
والتجويع الجماعي لهم، كُفَّارًا ومسلمين، واتفقوا على ألاَّ يُنَاكحوهم،
ولا يُزَوِّجوهم ولا يتزوَّجوا منهم، ولا يُبايعوهم، ولا يجالسوهم، ولا
يَدخلوا بيوتهم، ولا يكلِّموهم، وأن لا يَقْبَلوا من بني هاشم وبني
المطَّلب صلحًا أبدًا، ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يُسْلِموا رسول الله لهم
للقتل!!



وهنا بدأت حِقبة جديدة من المعاناة والألم، حيث
حُوصِر المسلمون والمشركون من بني عبد مناف ومعهم أبو طالب في "شِعْبِ أبي
طالب"، وقد بلغ الجهد بهم حتى إنه كانت تُسمَع أصوات النساء والصبيان وهم
يصرخون من شدَّة الألم والجوع، وحتى اضطرُّوا إلى أكل أوراق الشجر والجلود.



وقد
ظلَّت تلك المأساة البشريَّة طيلة ثلاثة أعوام كاملة، حتى جاء شهر المحرم
من السنة العاشرة من البعثة، وشاء الله أن يُفَكَّ الحصار البشع عن بني
هاشم وبني عبد المطَّلب، وكان ذلك على يد ثُلَّة من مشركي قريش جمعتهم
النخوة والحميَّة القبليَّة، ثم بفضل آية قاهرة من آيات الله ، تمثَّلت في
الأَرَضَة التي أكلتْ جميع ما في الصحيفة التي اتَّفقوا عليها، من جَوْر
وقطيعة وظلم، إلاَّ ذِكْرَ اللَّه !!



وما إن انتهت هذه
السنون العجاف حتى تلاها عام الحزن، الذي لم يكن تسميته إشفاقًا من أحد،
ولكنها تسمية النبي لمَّا حدثتْ له مصيبتان كبيرتان في هذا العام (العاشرة
من البعثة)، أمَّا الأولى فهي موت أبي طالب، عمِّ رسول الله ، والسند
الاجتماعي له، وأمَّا الثانية فهي وفاة خديجة رضي الله عنها، زوج رسول
الله والسند العاطفي والقلبي له!!



وقعت هاتان الحادثتان
المؤلمتان خلال أيَّام معدودة، فازدادت مشاعر الحزن والألم في قلب رسول
الله ، وزاد عليه ما كان مِن تجرُّؤ المشركين عليه؛ حيث كاشفوه بالنكال
والأذى بعد موت عمِّه أبي طالب.



وقد ازداد رسول الله
غمًّا على غمٍّ حتى يئس من قريش، وخرج إلى أكبر القبائل بعد قريش وهي
قبيلة ثقيف بالطائف؛ رجاء أن يستجيبوا لدعوته أو يُئووه وينصروه على قومه،
فلم يرَ ناصرًا ولم يرَ مَن يُئوي، وقد قال له أحدهم: أما وجد الله أحدًا
يرسله غيرك؟ وقال آخر: والله لا أُكلِّمك أبدًا... لئن كنت رسولاً من الله
كما تقول لأنت أعظم خطرًا من أن أردَّ عليك الكلام، ولئن كنت تكذب على
الله ما ينبغي لي أن أكلمك!



وهنا قام رسول الله من عندهم
وقد يئس من خيرهم، وقال لهم: "إِذْ قَدْ فَعَلْتُمْ فَاكْتُمُوا عَنِّي".
إلاَّ إنهم لم يفعلوا، بل تطاولوا عليه ، وأَغْرَوْا به سفهاءهم الذين
رَمَوْهُ بالحجارة هو ومولاه زيد بن حارثة، حتى دَمِيَتْ قدمه الشريفة،
وشُجَّ رأس زيد، ولم يزل به السفهاء حتى ألجئُوه إلى حائط لعتبة وشيبة
ابني ربيعة، وهناك التجأ إلى شجرة وأخذ يدعو بالدعاء المشهور: "اللَّهُمَّ
إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى
النَّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَنْتَ رَبُّ الْمُسْتَضْعَفِينَ
وَأَنْتَ رَبِّي، إِلَى مَنْ تَكِلُنِي، إِلَى بَعِيدٍ يَتَجَهَّمُنِي
أَمْ إِلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي، إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ عَلَيَّ
غَضَبٌ فَلاَ أُبَالِي..."[2].



وهذا الدعاء يدلُّ على
امتلاء قلبه كآبة وحزنًا ممَّا لقي من الشدَّة، وأسفًا على أنه لم يؤمن به
أحد، وقد جاء هذا الحزن وذاك الألم معبَّرًا عنه في حديث عائشة رضي الله
عنها؛ إذ سألتْ رسول الله : هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ
مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟ فَقَالَ : "لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا
لَقِيتُ، وَكَانَ أَشَدُّ مَا لَقِيتُ... إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى
ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلاَلٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا
أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي، فَلَمْ
أَسْتَفِقْ إِلاَّ وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي،
فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا
جِبْرِيلُ، فَنَادَانِي فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ
قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ
الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ. فَنَادَانِي مَلَكُ
الْجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ:
ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ
الأَخْشَبَيْنِ. فَقَالَ النَّبِيُّ : بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ
مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لاَ يُشْرِكُ بِهِ
شَيْئًا"[3].



ثم إنه لما عاد إلى مكة حزينًا كسيرَ النفس لم يستطع أن يَدْخُلْهَا إلاَّ في جوار مشرك، وهو مطعم بن عديّ!!



وفي
هذه الظروف العصيبة والمحن المتلاحقة؛ في الطائف وفيما سبقها من وثيقة
المقاطعة والحصار، ووفاة سَنَدَي الرسول الكريم العاطفي والاجتماعي، زوجه
السيدة خديجة -رضي الله عنها- وعمه أبي طالب ؛ في هذه الظروف وبعد أن ضاقت
به الأرض من المشركين اتَّسعت له أفق السماء، وجاءت معجزة الإسراء
والمعراج تثبيتًا له ومواساة وتكريمًا؛ ولتكون بذلك منحة ربانيَّة تمسح
الأحزان ومتاعب الماضي، وتنقله إلى عالم أرحب وأُفق أقدس وأطهر، إلى حيث
سِدْرَة المنتهى، والقُرْب من عرش الرحمن .

[1] هناك اختلافٌ بيِّن
في زمن الإسراء والمعراج، فقيل: قبل الهجرة بسنة. وهو قول ابن سعد
(الطبقات 1/214)، وغيره، وبه جزم النووي (شرح صحيح مسلم 2/209). كما ورد
عند ابن سعد أنه كان في رمضان قبل الهجرة بثمانية عشر شهرًا، وحكى ابن عبد
البر أنه كان في رجب، وجزم به النووي. وحكى ابن الأثير أنه كان قبل الهجرة
بثلاث سنين (الكامل 2/33)، وقيل غير ذلك. انظر محمد الأمين بن محمد:
السيرة النبوية من فتح الباري 1/233، ويعلِّق الشيخ أبو زهرة فيقول:
"وننتهي من هذا بأن علماء السيرة النبوية مختلفون في تعيين اليوم الذي كان
فيه الإسراء، ولكن الواقعة ثابتة، وقد اتفقوا على أنها كانت بعد ذهاب
النبي على الطائف وردّهم له الردّ المنكر، وأن كونها في ليلة السابع
والعشرين من رجب ثبتت بخبر لم يصح سنده في نظر الحافظ المحدث ابن
كثير...". انظر رزق هيبة: الإسراء والمعراج وأثرهما في تثبيت العقيدة ص91.

[2] راجع في ذلك مثلاً: سيرة ابن هشام 1/419 وما بعدها.

[3]
البخاري: كتاب بدء الخلق، باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء
فوافقت إحداهما الأخرى (3059)، ومسلم: كتاب الجهاد والسير، باب ما لقي
النبي من أذى المشركين والمنافقين (1795).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alganah.alafdal.net
 
لماذا كان الإسراء والمعراج ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  موقف أهل مكة من الإسراء والمعراج
»  روايات الإسراء والمعراج
»  حقيقة الإسراء والمعراج
»  معجزة الإسراء والمعراج
»  الحكمة من الإسراء والمعراج

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الملتقى العام-
انتقل الى: