ما علامات قبول العمل الصالح ؟ وكيف يعرف الإنسان أن عمله مقبول إن شاء
الله؟ وهل لذلك أمارات حتى يجتهد الشخص أكثر؟ فإن كان مخطئًا أو مقصرًا سأل
وعالج النقص أو التقصير؟
فأجاب:
على الإنسان أولا: أن يخلص عمله، فلا يقصد به سوى وجه ربِّه الأعلى، ولا يهمّه أن رآه أحد من الناس أو لم يره، ولا أن مدحوه أو ذموه.
كما
أن عليه ثانيا: أن يكمِّل العمل الذي يتقرب به إلى الله، ويعمله على الوجه
المطلوب الوارد في كتب الأحكام؛ فلا يؤخره عن وقته، ولا ينقص من صفته، ولا
يزيد فيه زيادة متصلة تغيره عن وضعه.
وعليه ثالثا: أن يجتهد في العمل الصالح، وأن يكثر من النوافل والقربات وأنواع الطاعات التي يكمل بها ما في الفرائض من الخلل والنقص.
وعليه
رابعا: أن يعالج نفسه على محبة العبادة والإقبال عليها، والتلذذ بأنواع
الطاعات، بحيث يقبل على العبادة بقلبه وقالبه، ويخشع فيها ويخضع، ليجد فيها
راحة بدنه وسروره وفرحه ونشاطه وقوته.
ثم عليه خامسا: أن يحمي نفسه عن
المخالفات والسيئات وسائر المعاصي والمحرمات، سواء أعمال القلب أو اللسان
أو البدن، ونحو ذلك من الأعمال، وبعدها يجد غالبا إقبالا على الطاعة، ومحبة
لها ولأهلها، وبغضا للمعاصي وأهلها، وذلك من علامات القبول للأعمال، والله
أعلم. (2)
أسأل الله جل وتعالى أن يجعلني وإياكم ومن قام بهذا
الجهد الطيب وجميع إخواننا المسلمين من المقبولين، ممن تقبل الله جميع
طاعاتهم وكانوا من عتقائه من النار."