اهلا بك معنا فى منتدى اتباع الحبيب المطصفى يشرفنا تسجيلك معنا
اهلا بك معنا فى منتدى اتباع الحبيب المطصفى يشرفنا تسجيلك معنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مسلمين
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

  معركة اليمامةث

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم22
مشرف الملتقى العام
مشرف الملتقى العام



عدد المساهمات : 449
تاريخ التسجيل : 18/12/2010
العمر : 38
الموقع : السعوديه-جده غير

 معركة اليمامةث Empty
مُساهمةموضوع: معركة اليمامةث    معركة اليمامةث Emptyالإثنين ديسمبر 27, 2010 10:06 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
----
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

تقع في شمال المدينة مباشرة على بُعد أميال قليلة
من المدينة قبائل عبس، وذبيان، وهذه القبائل بمجرد خروج جيش أسامة بن زيد
إلى منطقة الشمال، ولقربها من المدينة، عرفت أنها بدون جيش يحميها، وأن هذا
الجيش هو كل طاقة المدينة، فخرجت جيوش عبس وذبيان تترصد للمدينة، وهجموا
بالفعل على المدينة، وعلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه أن الجيوش
تترصد المدينة لتهجم عليها، فما كان من الصديق رضي الله عنه وأرضاه، إلا أن
جهز بقية الصحابة الموجودين بالمدينة، ليحاربوا هؤلاء القوم، ولا ينتظرهم
حتى يدخلوا عليهم المدينة، وجعل نفسه رئيسًا للجيوش، وهذه أول معركة يقودها
بنفسه، فقاد المعركة بنفسه رضي الله عنه وأرضاه، فخرج على رأس الجيش،
وأشار عليه بعض الصحابة أن يبقى بالمدينة، حتى إذا قتل لا ينفك أمر
المسلمين، إلا أنه أصر على الخروج، وجعل على ميمنته النعمان بن مقرن, وعلى
الميسرة عبد الله بن مقرن، وعلى المؤخرة سويد بن المقرن، وخرج الجيش في آخر
الليل، وعسكر الجيش قرب جيوش عبس وذبيان، ولم تعرف عبس وذبيان أن أبا بكر
وصل إلى هذا المكان، حتى إذا صلى المسلمون صلاة الفجر، هجموا على جيوش عبس
وذبيان، وانتصروا عليهم انتصارا عظيما، ولم يكتفوا بالانتصار فقط، بل
طاردهم أبو بكر حتى منطقة تسمى ذا القصة على بعد أميال، وتتبع الفارين
منهم، وأهلك منهم الكثير، وعاد بجيشه إلى المدينة المنورة، فكان لهذا الأمر
الأثر الكبير على الجزيرة العربية، فلم يجرؤ أحد أن يهاجم المدينة مرة
أخرى.
الإعداد لحرب المرتدين

بدأ الصديق رضي الله عنه في إعداد
الأمر كخير ما يمكن أن تعد أمور الحرب، فقام بأمور عظيمة، وتجهيزات مهيبة،
وفي وقت محدود، لقد كان الصديق رضي الله عنه رجلًا بأمة.

قام الصديق
أولًا بحراسة المدينة المنورة حراسة مستمرة، فوضع الفرق العسكرية في كل
مداخل المدينة، وكان على رأس هذا الفرق علي بن أبي طالب، والزبير بن
العوام، وطلحة بن عبيد الله، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم، وكانت هذه
الفرق تقوم بحراسة المدينة بالتناوب ليلًا ونهارًا، وقامت بالفعل بصد بعض
الهجمات الليلة التي قام بها المرتدون، ثم قام الصديق رضي الله عنه بعد
خطوة تأمين المدينة عسكريًا بمراسلة كل القبائل التي بقيت على الإسلام
لتوافيه في المدينة المنورة، وأقام معسكرًا للجيوش الإسلامية في شمال
المدينة في منطقة تعرف بذي القصة على بعد أربعة عشر ميلًا، فجاءت الوفود
الإسلامية من مكة، والطائف، وجاء المسلمون الذين لم يرتدوا من قبائل غفار،
وأسلم، وجهينة، ومزينة، وكعب، وطيئ، وبجيلة، وغيرها.

وأرسل الصديق
رضي الله عنه رسائل شديدة اللهجة إلى كل قبائل المرتدين يدعوهم فيها إلى
العودة إلى ما خرجوا منه، وإلا حاربهم أشد المحاربة، وهدد في هذه الرسائل،
وتوعد، وذلك ليلقي الرهبة في قلوبهم، كنوع من الحرب النفسية على المرتدين.

وبدأ
الصديق رضي الله عنه في تجهيز مجموعة من الجيوش الإسلامية التي ستخرج لحرب
المرتدين في وقت متزامن، فجهز أحد عشر جيشًا كاملًا، ومع أن كل جيش لم
يَعْدُ أن يكون ألفين أو ثلاثة، أو بالكاد خمسة آلاف، ولكنها كانت جيوشًا
منظمة, راغبة في الجهاد, مستعدة للموت, فاهمة لقضيتها, معتمدة على ربها،
ومن كانت هذه صفته فيرجى له النصر إن شاء الله، وحدد الصديق رضي الله عنه
اتجاه كل جيش من هذه الجيوش الأحد عشر. وإذا درست خريطة توزيع تحركات هذه
الجيوش، فستدرك بوضوح مدى دقة الصديق رضي الله عنه، ومهارته، وعبقريته،
وعلمه، وتوفيقه، فقد وُزعت هذه الجيوش على الجزيرة توزيعًا دقيقًا، بحيث
تستطيع تمشيط كل رقعة منها تمشيطًا كاملًا، فلا تبقى قبيلة، أو منطقة، إلا
وفيها من جيوش المسلمين.

واختار الصديق رضي الله عنه لقيادة كل جيش
رجلًا من عمالقة الحرب في الإسلام، ووجهه إلى وجهة معينة، وذكر له تفصيلًا
أنه لو تم له النصر فإلى أين سيتجه بعد ذلك؛ فالجيوش تتجمع أحيانًا، وتتفرق
أحيانًا أخرى، وذلك لسد كل الثغرات.

وكانت قيادة الجيوش الإسلامية،
ومسارح عملياتها على هذه الصورة:
الجيش الأول بقيادة خالد بن الوليد

كان
أبو بكر قد اختار للإمارة في بادئ الأمر زيد بن الخطاب رضي الله عنه، وهو
أخو عمر بن الخطاب، ولكنه رفض متعللًا بأنه يرجو أن يكون شهيدا، ولا يحق
للأمير أن يقاتل وهو حريص على الشهادة، حتى لا يعرض جيشه للخطر.

ثم
عرض الإمارة بعد ذلك على سالم مولى أبى حذيفة، ورفض أيضًا متعللًا بما تعلل
به زيد بن الخطاب.

ثم عرض الإمارة على أبي حذيفة، لكنه هو الآخر لم
يوافق.

وكان آخر من عرض عليه أبو بكر الإمارة هو خالد بن الوليد،
أمّره أبو بكر الصديق فرفض خالد, فأصر أبو بكر على توليته، فقاد خالد بن
الوليد رضي الله عنه ذلك العبقري المسلم الفذ الجيش الأول من المدينة إلى
قبيلة أسد، وكان عدد الجيش أربعة آلاف مجاهد وكان أكبر الجيوش، إلا أن
المهمة كانت صعبة، فقد كان متجهًا إلى حرب طيئ أولًا، ثم بني أسد، تلك
القبيلة الخطيرة التي يقودها طليحة بن خويلد الأسدي، ثم بني تميم، وفيهم
مالك بن نويرة، فإذا انتهى من كل هذا بنجاح فإن عليه أن يتوجه إلى بني
حنيفة، لمقابلة أخطر جيوش المرتدين، وعلى رأسها مسيلمة الكذاب، وذلك
لمساعدة الجيشين الثاني والثالث، وكان على هذا الجيش المكوَّن من أربعة
آلاف مقاتل أن يلتقي بالجيش الذي جهزه طليحة بن خويلد في قبيلة أسد، وعدده
ستة آلاف مقاتل.

وكان مع خالد في جيشه عدي بن حاتم الطائي رضي الله
عنه، فلما مرَّ المسلمون على قبائل طيئ، وهي قبيلة عدى بن حاتم، وقد ارتدت
معظم القبيلة إلا فرعين أحدهما يُدعى غوث، والآخر يسمى جديلة.

وأراد
خالد بن الوليد أن يغير على قبيلة طيئ المرتدة، فقال له عدي بن حاتم:

أعطني
يوما أكلمهم لعلهم يرجعون.

فذهب، وكانت قبيلة طيئ على مشارف الردة،
فوقف عدى بن حاتم في منطقة غوث، وحضهم على الإيمان فوافقت القبيلة، وثبتت
على إسلامها، وأتى منها بخمسمائة رجل مجاهد لم يرتدوا، ورجع بهم إلى جيش
المسلمين، فأصبح الجيش الإسلامى أربعة آلاف وخمسمائة، وأراد خالد أن يكمل
مسيره، فقال له عدي بن حاتم:

أتحب أن أقاتل معك بيد أم بيدين؟

فقال:
بل بيدين.

فقال له: فإن غوث إحدى يدي، وجديلة الأخرى، فأعطني فرصة
مع جديلة.

فذهب عدي بن حاتم لجديلة، وكلمها، فثبتت على إسلامها
أيضا، فأتى منها بخمسمائة رجل، فأصبح جيش المسلمين خمسة آلاف مقاتل، فكان
كما يقول الرواة: أَبْرَك رجل في قومه.

فانطلق خالد إلى طليحة
الأسدي، ودخل معهم خالد بن الوليد في قتال شديد ستة آلاف ضد خمسة آلاف،
فإلى حد ما، كانت الموقعة متكافئة بالإضافة إلى أن جيش المسلمين فيه من
العقيدة ما يهزم جيش طليحة بن خويلد، وهزمهم خالد هزيمة نكراء، وفر منهم
الكثير، وتتبع خالد بن الوليد الفارين من الجيش إلى مناطق كثيرة، وممن فر،
طليحة بن خويلد نفسه، فر هو وامرأته إلى الشام، ثم بعد ذلك أراد الله له
الخير، فأسام وشارك في الفتوح وجاهد جهادا عظيما في فتوح فارس، وكانت له
مواقف مشرفة في هذه المعارك، فمن ادعاء النبوة إلى الجهاد العظيم, الحمد
لله أنه فر في هذا اليوم. خالد بن الوليد جاءه امر من أبي بكر الصديق رضي
الله عنه أنه إذا انتصر فعليه أن يقتل كل من قتل مسلما، فهناك بعض القبائل
ارتدت فقتلت من ثبت من المسلمين.

وتقول الروايات إن أبا بكر الصديق
رضي الله عنه قال في الخطاب الذي بعثه، أنه سمح لأمراء الجيوش أنهم إذا
دخلوا على هذه القرى أن يحرقوا المرتدين بالنار، وأن يميتوهم شر ميتة،
فيلقوهم من شواهق الجبال، ويرجومهم بالحجارة، وهذه كلها أساليب ما تعودها
المسلمون في حربهم، ولكن الأمر كان شديدا جدا، فالجزيرة العربية كلها
مرتدة، وكان الصديق يريد أن يرهب أعداء الله.

والرسالة طويلة بعثها
أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى كل أمراء الجيوش يقول في آخرها:

وأمرته
أن لا يقاتل أحدا حتى يدعوه إلى داعية الله، فمن دخل في دين الله، وعمل
صالحا قَبِل ذلك منه، ومن أبى فلا يُبقي على أحد، ويحرقهم بالنار، ويسبي
الذراريّ، والنساء.

وصل خالد بعد ذلك إلى قبيلة بني تميم، فوجدهم
دخلوا في الإسلام كما خرجوا منه، لما رأوا انتصار المسلمين على جيوش بني
أسد، وكان الصديق قد أوصى أمراء الجيوش أنهم إذا سمعوا الأذان في الحي،
وإقامة الصلاة نزلوا عليهم، فإن أجابوا إلى أداء الزكاة، وإلا الغارة،
فجاءت السرية حي مالك بن نويرة، أسر خالد بن الوليد مجموعة منهم مالك بن
نويرة نفسه، وهناك اختلاف شديد على تصرف خالد بن الوليد في مالك بن نويرة،
وبعض الأسرى الآخرين والتفسير الأقرب إلى الصحة أن خالد بن الوليد قال لبعض
الحراس الذين يحرسون الأسرى:

ادفئوا أسراكم.

لأنها كانت
ليلة شديدة البرد، ولكن مجموعة من الحراس في لغتهم إذا قالوا: ادفئوا
الرجل. يعنون: اقتلوه، فقتلوا الأسرى، وبدءوا بمالك بن نويرة قائد القوم،
فقتلوا منهم عددا، حتى بلغ خالد بن الوليد ذلك، فقال:

حسبكم.

وبعض
الروايات تقول إنه تعمد قتلهم، وبعض المستشرقين يقول:

إن خالد بن
الوليد كان يريد أن يتزوج من زوجة مالك بن نويرة، فقتله لهذا السبب.

وكان
في السرية أبو قتادة الأنصاري، فغضب، ومضى حتى أتى أبا بكر، فغضب عليه أبو
بكر، حتى كلمه فيه عمر، فلم يرضى إلا أن يرجع إلى خالد، ويقيم معه، فرجع
إليه، ولم يزل معه، حتى قدم خالد المدينة.

استدعى أبو بكر الصديق
خالد بن الوليد ليناقشه في ذلك الأمر، ويستجوبه على ما فعله مع مالك بن
نويرة، وأصحابه، وفسر خالد بن الوليد الأمر لأبي بكر الصديق رضي الله عنه،
فقبل منه الصديق رضي الله عنه، وأعاده أميرا على جيش آخر بعد أن قام بما
أمره رضي الله عنه في حرب قبيلة أسد، وقبيلة بنى تميم، وانتصر في المعركتين
انتصار ساحقًا.

فما كان لأبي بكر الصديق أن يؤمّر خالد بن الوليد
مهما كانت الأمور صعبة، ومهما كان الموقف شديد على المسلمين، وهو قاتل
ظالم، أو يفعل معصية كهذه، يقتل رجل ليتزوج زوجته، طبعا هذا أمر شديد جدًا
في حق رجل كخالد بن الوليد، وكلنا يعلم أداء خالد بن الوليد في الإسلام،
وهو سيف من سيوف الله، كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا هو
الأقرب إلى الصواب، وهذا هو الأقرب إلى الظن في صحابة رسول الله صلى الله
عليه وسلم.
الجيش الثاني بقيادة عكرمة بن أبي جهل

وكان هذا الجيش
متجها إلى قبيلة بني حنيفة التي فيها مسيلمة بن حبيب الكذاب، وحتى نستطيع
أن نستوعب قيمة المعركة، وقيمة اتجاه الجيش الثاني والثالث المتجهَيْن إلى
هذه القبيلة، نتحدث قليلا عن تاريخ بني حنيفة، وكيف بدأت الردة في بنى
حنيفة؟

كيف انتقلوا من الإيمان إلى الكفر؟

في عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وقبل وفاته، قدمت الوفود من كل الجزيرة العربية تبايع
الرسول صلى الله عليه وسلم على الإسلام، وكان من ضمن هذه الوفود، وفد بني
حنيفة، جاء عدد كبير منهم، وكان قد أسلم منهم قبل ذلك ثمامة بن أثال، وهذا
الرجل صحابي جليل من الذين آمنوا، وحسن إسلامهم، وهو لم يأت مع قومه، بل
أَسَرَه محمد بن مسلمة، وهو قافل من غزوة القرطاء، وعامله الرسول صلى الله
عليه وسلم بإحسان، فأسلم، ثم عاد إلى قومه، ثم أتى بمجموعة من قومه ليسلموا
على يد الرسول صلى الله عليه وسلم، فأتى القوم الرسول صلى الله عليه وسلم،
وبايعوه صلى الله عليه وسلم، وكان من عادة رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه إذا جاء قوم يبايعوه على الإسلام أن يعطيهم عطاءً، حتى يؤلف قلوبهم،
فأعطاهم، فَقَالُوا:

يا رسول الله إنا قد خلفنا صاحبًا لنا في
رِحالِنا وفي رِكابِنا يحْفظها لنا.

يعني لم يأت معهم لهذه
المبايعة، ولكنه ظل مع متاعهم، وإبلهم خارج المدينة؛ ليقوم بحراستها، وكان
مسيلمة بن حبيب هو الذي ظل مع متاعهم ليحرسها لهم، فأمر له رسول الله صلى
الله عليه وسلم بمثل ما أمر به للقوم، وقال:

أَمَا إنّهُ لَيْسَ
بِشَرّكُمْ مَكَانًا.

أي لحفظه ضيعة أصحابه، وذلك الذي يريد رسول
الله صلى الله عليه وسلم.

ثم انصرفوا عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم، وجاءوه بما أعطاه، فلما انتهَوْا إلى اليَمَامَةِ ارْتَدّ عَدُوّ
الله، وَتَنَبّأَ، وَتَكَذّبَ لهم، وقال:

إني قد أشركت في الأمر
معه.

وقال لوفده الذين كانوا معه:

ألم يقل لكم حين
ذَكَرْتُمُونِي له أما إنه ليس بشركم مكانا؟

ما ذاك إلا لما كان
يعلم أني قد أشركت في الأمر معه.

ومسيلمة بن حبيب يشهد أن محمدا صلى
الله عليه وسلم نبي، ويشهد أنه رسول الله، لكنه يقول أنه أُشرك في الأمر
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أوتي نصيبه من النبوة، كما أَوّله هو
لنفسه، فقالوا له:

ألا تدخل فتبايع.

فدخل يبايع الرسول صلى
الله عليه وسلم في المدينة بعد أن تركهم عند الإبل، فجلس مع أحد الناس من
قبيلته، يحدثه، ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أتى بعدُ فقال له:

ألا
تبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

فقال: أبايعه إن يجعل لي
الأمر من بعده.

فعلق شرط المبايعة أن يجعل الرسول صلى الله عليه
وسلم له الأمر من بعده، وكان صلى الله عليه وسلم يمر من ورائه، فسمعه، وهو
يقول:

أبايعه على أن يجعل لي الأمر من بعده.

فقال له رسول
الله صلى الله عليه وسلم، وكان في يده عود من جريد، وقيل كان معه سواك،
فقال له:

يَا مُسَيْلِمَةَ، وَاللَّهِ لَوْ سَأَلْتَنِي هَذَا
الْعُودَ مَا أَعْطَيْتُهُ لَكَ، وإنى أرى فيك الذي أُريته ويحدثك ثابت بن
قيس فأعرض عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يحدثه.

وكان الرسول
صلى الله عليه وسلم قد رأى رؤية، فحدث بها الصحابة، وعلم بهذه الرؤية ثابت
بن قيس، ولم يحدثه النبي صلى الله عليه وسلم لكفره الشديد، وترك ثابت بن
قيس يكلمه، وعاد الرسول صلى الله عليه وسلم، وترك مسيلمة فحدثه ثابت ابن
قيس بالرؤيا التي رآها فكان الرسول صلى الله عليه وسلم، قد رأى في المنام
أنه قد أوتي له بخزائن الأرض، وأنه يلبس في يديه سوارين من ذهب، فكرههما
الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن الذهب محرم على الرجال، فكره أن يكون في
يديه سوارين من ذهب فأوحي إليه أن أنفخهما، وفى رواية أخرى أن جربيل قال
له:

انفخهما.

فنفخهما، فطارا، وقد أولهما النبي صلى الله
عليه وسلم أنهما كذابان يخرجان في قوم، فهذا أحدهما مسيلمة بن حبيب، ثم ظهر
الكذاب الآخر، وهو الأسود العنسي في اليمن في حياة الرسول صلى الله عليه
وسلم.

أما طليحة بن خويلد الذي ادعى النبوة في قبيلة أسد، فقد ظهر
بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وسجاح التي ادعت النبوة ظهرت بعد
الرسول، أما في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ظهر مسيلمة بن حبيب والأسود
العنسي.

%عاد مسيلمة بن حبيب إلى بني حنيفة، وأخذ يدعو بدعوته أنه
نبي، وقد أُشرك في الأمر مع محمد فآمن له بعض قومه، ثم أراد أن يكتب رسالة،
أو خطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ليُثبت دعائم نبوته في الجزيرة
العربية، فأرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رسالة مع رجلين من قومه
قد آمنا بدعوته يقول:

من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله، إني
قد أُشركت في الأمر معك، فلنا نصف الأرض، ولكم نصف الأرض، أو تجعل لي الأمر
من بعدك، ولكني أعلم أن قريشا قومًا يعدلون.

فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم للرجلين:

أَأَنْتُمَا عَلَى دَعْوَتِهِ؟

فقالا:
نعم.

فقال:

لَوْلَا أَنَّ الرُّسُلَ لَا تُقْتَلُ
لَقَتَلْتَكُمَا.

فحفظ دماءهما لأنهما رسوليْن، ثم أعاد الرسوليْن
إلى مسيلمة بن حبيب، وكتب صلى الله عليه وسلم رسالة، وأعطاها إلى حبيب بن
زيد أحد الصحابة الشباب، وقال له:

اذْهَبْ بِهَا إِلَى
مُسَيْلِمَةَ.

قال في رسالته صلى الله عليه وسلم:

مِنْ
مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ- وهذه أول مرة
يطلق عليه الكذاب- السَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، إِنَّ
الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ
لِلْمُتَّقِينَ.

فهذا الأمر ليس من اختيارك أنت، فقد اختار الله
رسوله صلى الله عليه وسلم، ولم يخترك، فما كان من مسيلمة الكذاب إلا أن أسر
حبيب بن زيد رضي الله عنه, وقيده، فكان إذا قال له:

أتشهد أن
محمدًا رسول الله؟

قال: نعم.

وإذا قال: أتشهد أني رسول الله؟

قال:
أنا أصم لا أسمع.

ففعل ذلك مرارًا، فقطعه مسيلمة عضوًا عضوًا، فمات
شهيدًا رضي الله عنه. فكان هذا الأمر شديدا على المسلمين؛ فالرسول صلى
الله عليه وسلم لم يقتل هذين المرتدين؛ لأنهما رسولان مع أن المرتد يحل
دمه، ومع ذلك حفظ الرسول الله صلى الله عليه وسلم دمهما ولم يقتلهما، ولكن
هذا الرجل المرتد قتل الصحابى الجليل، فشق ذلك على الرسول صلى الله عليه
وسلم، فأراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبعث له جيشًا يقاتله، أو يردُّه
إلى الإسلام، ولكنه في ذلك الوقت صلى الله عليه وسلم كان مشغولا بتجهيز
بعث أسامة بن زيد إلى حدود الشام، وكان ذلك قبل وفاة الرسول صلى الله عليه
وسلم، ومعظم الصحابة كانوا في جيش أسامة، فلم يكن هناك وقت، ولا قوة، وطاقة
ليبعثها إلى بني حنيفة، وكان قد ارتد مع مسيلمة في ذلك الوقت جموع غفيرة
تقدَّر بعشرة الآلاف.

وقرر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يرسل إلى
بني حنيفة مَن يردهم للإسلام، ويُعلمهم، فاختار رجلًا منهم؛ حتى يكون أقرب
للسان قومه, ولعلهم يستجيبون له أكثر من غيره، وهو صحابي اسمه نهار
الرَجَّال، أو نهار بن عنفوة، وكان قد صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فترة، وكان قد حفظ من القرآن الكثير، وكان مما حفظه سورة البقرة، فكان من
أهل البقرة، وكان أهل البقرة معروفين بالمدينة؛ وذلك لفضل سورة البقرة،
فوثق الرسول صلى الله عليه وسلم من دينه, وأرسله حتى يُعلم بني حنيفة
الإسلام، فأتى هذا الرجل مسيلمة الكذاب في خيمته، وجلس معه طويلًا، فاجتمع
بنو حنيفة حول الخيمة؛ ليعرفوا ما الذي يسفر عنه اجتماع مبعوث محمد صلى
الله عليه وسلم إلى مسيلمة؟

وهل مسيلمة على الحق؟

وهل أُشرك
في الأمر مع محمد صلى الله عليه وسلم كما يقول؟

أم أن محمدًا قد بعث
من يُكذِّبه؟

اجتمع القوم مسلمهم ومرتدهم حول خيمة مسيلمة, وطال
الحديث بين مسيلمة الكذاب وبين نهار الرجَّال، ثم خرج نهار الرجال فسأله
القوم:

ما يقول محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مسيلمة؟

وكان
القوم يعتقدون أن محمدًا رسول الله حتى المرتد منهم, ولكنهم يزعمون أن
مسيلمه أشرك في الأمر معه، حتى أنهم ما زالوا يصلون الصلوات،

فإذا
بالرَّجَّال يقول:

لقد أُشرك مسيلمة في الأمر مع محمد.

وارتد
الرجل.

وفي هذا الموقف يجدر بنا القول أن الحق لا يُعرف بالرِّجال،
مسيلمة بن حبيب الكذاب كان قد قال من الآيات الكثير التي هي من سخافات
القول، أو من خرافات القول، فكيف صدق هؤلاء القوم ذلك الكذاب، ثم كانت فتنة
أكبر حين خرج عليهم نهار بن عنفوة بكذبه، وردته هو الآخر، وهو مبعوث محمد
صلى الله عليه وسلم إلى مسيلمة، وفي هذا اليوم فقط ارتد من بني حنيفة
أربعون ألفا، فأصبح جيش مسيلمة خمسين ألفا، وانقسمت بنو حنيفة،

فخمسون
ألفا على الإسلام، وخمسون ألفا ارتدوا، أربعون ألفا منهم في يوم واحد على
يد هذا الرجل نهار الرَّجال، فسبحان الله لا يأمن أحد شر الفتنة، فبعد أن
جلس مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلمه الرسول صلى الله عليه وسلم، وحفظ
البقرة، ارتد بعد أن وعده مسيلمة الكذاب بإمارة، ووزارة، فارتد، واختار أن
يعيش حياة الكفر مع هذا الكذاب المرتد، فقويت شوكة مسيلمة بن حبيب الكذاب،
وأصبح له جيش تعداده خمسون ألفا، وانقلبوا على المسلمين من قبيلتهم
يعذبونهم، وكان فيهم ثمامة بن أثال الصحابي الجليل، فبدأ ثمامة بن أثال
يقاتل مسيلمة الكذاب، لكن قوة مسيلمة الكذاب كانت قوية، فالمسلمون
الموجودون في بني حنيفة لم يقاتلوا كلهم مع ثمامة بن أثال، فمجموعة منهم
قاتلوا معه، ومجموعة أخرى كانت منتظرة النتيجة، هم مسلمون، لكنهم لم
يقاتلوا الكذاب مع ثمامة.

وفي هذه اللحظة يموت رسول الله صلى الله
عليه وسلم، ووصلت الأنباء إلى بني حنيفة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد
توفي، فارتدت بقية القبيلة، الخمسون ألفا الباقية، وأصبحت القبيلة كلها
مرتدة، ولم يبق فيها إلا قلة قليلة جدا، ثُمامة بن أُثال مع بعض الناس،
فهربوا من القبيلة.

ففي غضون شهور ارتدت كل بني حنيفة, ووفد بني
حنيفة جاء ليبايع الرسول صلى الله عليه وسلم على الإسلام قبل وفاة الرسول
صلى الله عليه وسلم بقليل، ثم نهار الرَّجال ذهب إليهم في وقت بعث أسامة بن
زيد، أي قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بشهر، أو شهرين، فأرتد أربعون
ألفا، ثم بعد ذلك وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بعدها بشهر، أو بأقل من
شهر ارتد الخمسون ألفا الباقية، فأصبح جيش مسيلمة الكذاب جيشا عظيما.

لذلك
فإن أبا بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، وجه لها جيشين، جيش على رأسه
عكرمة بن أبي جهل، والآخر على رأسه شرحبيل بن حسنة، وقال لعكرمة بن أبي
جهل:

إذا أتيت بني حنيفة، فلا تقاتلهم حتى يلحقك جيش شرحبيل بن
حسنة؛ لأنه يعلم أن جيش مسيلمة كبير، لكن الحقيقة أن أبا بكر لم يكن يعلم
أن جيش مسيلمة بن حبيب وصل لمائة ألف، وقوة الصحابة بالمدينة كانت ضعيفة،
فالجيش الأول حوالى ثلاثة آلاف، والجيش الثاني كان نفس العدد، وكانت هذه كل
قوة المسلمين المتجهة إلى قبيلة بني حنيفة، وفي هذا الوقت كان خالد يحارب
في الشمال قبيلة أسد وبني تميم.

فتعجل عكرمة بن أبي جهل في قتال
مسيلمة قبل أن يأتيه شرحبيل بن حسنة، وقد قال الرواة عبارة قصيرة تعليقا
على هذه المعركة التي دارت بين عكرمة، ومسيلمة، قالوا: فكاد جيش مسيلمة أن
يأكل جيش عكرمة بن أبي جهل.

مائة ألف أمام ثلاثة آلاف، فلو قاتل
المائة ألف من غير أسلحة لهزموهم، فاجتاح جيش مسيلمة جيش عكرمة بن أبي جهل،
ففر جيش عكرمة في البلاد، وتفرقوا في المنطقة من بني حنيفة حتى المدينة
المنورة، ووصلت الأنباء إلى أبي بكر الصديق بالمدينة، فحزن حزنا شديدا،
وعلم أن الجيش الإسلامي في طريقه إلى المدينة، فأرسل رسالة إلى عكرمة بن
أبي جهل، ففي بداية الرسالة عَنَّفه بشدة على تسرعه في محاربة مسيلمة
الكذاب، ثم قال له لا ترجع بجيشك إلى المدينة، واتجه بجيشك إلى حذيفة بن
محصن، وعرفجه بن هرثمة في اليمن، فقاتِل معهما.

وهذا من حكمة أبي
بكر، وبُعد نظرته الحربية، فقد خشي إن عاد هذا الصحابي بجيشه الفارّ إلى
المدينة أن يفت ذلك في عضد المسلمين بالمدينة، ويصور لهم الجيش عظمة جيش
مسيلمة، فيرعب المسلمين الموجودين في المدينة المنورة، ولا يستطيع أبو بكر
الصديق بعد ذلك إرسال جيش آخر إلى مسيلمة الكذاب، فأرسل له ليبتعد عن
المدينة، ويتوجه بجيشه إلى اليمن؛ ليقاتل مع حذيفة وعرفجة بن هرثمة.

وبرغم
خطئه لم يُقله عن إمرة الجيش، بل ظل أميرًا على جيشه، أخطأ عكرمه بن أبي
جهل، ولكن ليس حق هذا الخطأ القتل، أو الإبعاد؛ لأنه يرى في عكرمة حكمة،
ومهارة حربية، لكنه اجتهد فاخطأ في هذا الأمر، وأرسل رساله إلى حذيفة بن
محصن، وإلى عرفجة بن هرثمة يقول لهما:

يأتيكما عكرمة بن أبي جهل،
فإن أتاكما فاسمعا منه، فإن له رأيا.

وجعل إمارة الجيوش إلى حذيفة
بن محصن، وعمل أبو بكر على أن يقاتلوا متحدين حتى لا يقعوا في نفس الخطأ
الذي وقع فيه عكرمة في بني حنيفة، فوجههم إلى عمان في منطقه (دبا) ليقاتلوا
المرتدين في منطقة عمان وإذا تم النصر، يتجهوا إلى مهرة وعلى رأسهم عرفجه
بن هرثمة وسنأتي في تفاصيل تلك المعركة.
الجيش الثالث بقيادة شرحبيل بن
حسنة

يتقدم جيش شرحبيل بن حسنة، وكان تعداد جيشه ثلاث آلاف، فأرسل
أبو بكر الصديق رسالة إلى شرحبيل بن حسنة يقول له:

انتظر ولا تقاتل
مسيلمة الكذاب، حتى أبعث إليك بمدد، أو أمر آخر.

فعسكر شرحبيل بن
حسنة قرب بني حنيفة منتظرا مدد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ثم يبدوا له
أن بني حنيفة في تعب، أو في إرهاق من قتالها مع عكرمة بن أبي جهل، فيجتهد
شرحبيل بن حسنة اجتهادا آخر، مع أن الأمر صريح، وواضح من أبي بكر الصديق،
ولكنه هاجم قبل أن يصل له المدد القادم من أبي بكر الصديق.

هاجم
شرحبيل بن حسنة بجيشه الصغير الذي لا يتجاوز تعداده الثلاثة آلاف مقاتل على
جيش مسيلمة الذي قد بلغ تعداده بعد الردة مائة ألف، فيحدث مع جيش شرحبيل
نفس الذي حدث مع عكرمة بن أبي جهل، وكاد جيش مسيلمة أن يأكل جيش شرحبيل بن
حسنة أيضا، وفر جيش شرحبيل بن حسنة في البلاد هو الآخر، سبحان الله، نفس ما
حدث قبل ذلك، فالنتيجة واحدة في الجيشين، كما أن السبب واحد، وهو أن كلا
الأميرين لم يسمعا ويطيعا لكلمة خليفة المسلمين، وكانت نتيجة معصية الأمير
أن ألحق الأذى بالمسلمين كلهم، وشرحبيل بن حسنة من القادة المهرة جدا فهو
من أقوى القادة، ومع ذلك قدّر الله سبحانه وتعالى أن اجتهد، وأخطأ في هذا
الاجتهاد، وأبو بكر الصديق يحزن حزنا شديدا، ويرسل له أن امكث في مكانك،
ولا ترجع إلى المدينة.
وكُسرت شوكة بني حنيفة

كتب الله النصر
للمسلمين في هذه الموقعة، وبذلك كسرت شوكة المرتدين في قبيلة بني حنيفة،
ولم يسمع لهم بعد ذلك صيت في الجزيرة العربية حتى في فتوحات الشام وفارس.

أما
عن مصير من استسلموا وهم من نجوا من المعركة وباقي المقاتلين، فبعد انتصار
خالد بن الوليد تسلل مجاعة بن مرارة إلى الحصون المجاورة، وكان فيها
الذراري والنساء، وأمرهن بلباس عدة الحرب، والوقوف في الشرفات، ونزل هو إلى
خالد وعرض عليه الصلح وإلا نزل هؤلاء القوم ليقاتلوك، ونظر خالد إلى
الشرفات، فرأى أناس مدججين بالسلاح، ورغم استسلامهم، لكن هناك أعداد كثيرة
لا يعلم عددهم إلا الله، فنظر خالد إلى جيش المسلمين، فوجده قد أنهك من
الحرب، واستشهد منهم ألف ومائتان فرأى خالد أن يصالحه، ولا يدخل في قتال
ليس مضمونًا.

وفي البداية قال له مجاعة:

هؤلاء القوم سيرجعون
إلى الإسلام، ثم أصالحك على نصف ثمار اليمامة، ثم ذهب مجاعة إلى الحصن،
ورجع إلى خالد، وقال لم يوافق القوم إلا على ثلث ثمار اليمامة، فوافق خالد
بن الوليد على ذلك، وبعد إتمام الصلح فتح مجاعة الحصون، وعرف خالد أنها
خدعة، فليس في هذه الحصون غير النساء والأطفال.

وفي هذا الوقت جاء
خطاب من أبي بكر بأن لا يقبل الصلح من بني حنيفة إذا عرض عليه، ولكن خالد
قد أنهى الصلح فقرأ خالد الرسالة على المسلمين بصوت مسموع، فقال له مجاعة:

لكنك
أمضيت الصلح.

فقال له خالد: نحن قوم لا نخون العهد.

وأخذ
خالد الثلث، وأسلم القوم وذهبوا إلى أبي بكر الصديق، وبايعوه، وعنفهم أبو
بكر تعنيفا شديدا، وأصر أبو بكر عليهم أن يقرءوا بعض ما كان يقوله مسيلمة،
فقالوا: يا خليفة رسول الله إن هذا الأمر قد مضى وانتهى ومات مسيلمة.

فأصر
عليهم فقرءوا عليه بعض آيات مسيلمة فقالوا:

والمبذرات زرعًا
والحاصدات حصدا والذاريات قمحا والطاحنات طحنا والخابزات خبزا والثاردات
ثردا واللاقمات لقما إهالة وسمنا لقد فضلتم على أهل الوبر وما سبقكم أهل
المدر.

وكان له أشياء أخرى منها:

الفيل وما أدراك ما الفيل
له زلوم طويل.

فتعجب أبو بكر من هذا الكلام وأن هذا الكلام لا يخرج
من عاقل فقال لهم: كيف وافقتموه واتبعتموه؟

قالوا: يا خليفة رسول
الله إنها القبلية.

قفد كانوا يعرفون كذبه، فقد جاء أحد الأعراب من
بني حنيفة لمسيلمة، وقال له: اقرأ علي بعض آياتك، فقرأ عليه، فقال له
الرجل: من يأتيك؟

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alganah.alafdal.net/profile?mode=editprofile&page_pro
 
معركة اليمامةث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الملتقى العام-
انتقل الى: