اهلا بك معنا فى منتدى اتباع الحبيب المطصفى يشرفنا تسجيلك معنا
اهلا بك معنا فى منتدى اتباع الحبيب المطصفى يشرفنا تسجيلك معنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مسلمين
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 صرخه في مطعم الجامعه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جنه القلب
الاداره
الاداره
جنه القلب


عدد المساهمات : 362
تاريخ التسجيل : 18/12/2010
الموقع : الاسكندريه ارض العشق والجمال

صرخه في مطعم الجامعه Empty
مُساهمةموضوع: صرخه في مطعم الجامعه   صرخه في مطعم الجامعه Emptyالثلاثاء ديسمبر 28, 2010 3:38 am

كتاب الجامعة!!ـــــــــ صَرْخةٌ ..
في مطعم الجامعة !!


بقلم /
د.محمد بن عبد الرحمن العريفي
20/4/1426هـ

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]






مدخل
في جزيرة الكنز لم تكن سارة تختلف كثيراً عن بنات جنسها .. وجه جميل ..
وقوام رائع .. وطلعة بهية .. منذ صغرها كانت متميزة .. وكانت أمها حريصة
على أن تتميز في كل شيء .. كانت غالية على قلبها .. تخاف عليها من نسمات
الهواء ..
ولم تكن الأوضاع في جزيرة الكنز تختلف كثيراً عن الأوضاع في كثير من بلاد
المسلمين .. فإذا سرت في الشارع .. رأيت المساجد شاهقة المآذن .. ووجوه
المسلمين المشرقة تملأ الشوارع بهجة وجمالاً ..
كانت قلوب الرجال مليئة غيرة ومروءة .. فلم يكن أحد يجرؤ أن يلطخ سمعته
بالتعرض لامرأة في طريق أو حافلة .. وكانت النساء كذلك يلفهن غطاء الحياء
.. وينشأن عليه ..
كانت أكثر النساء يلتزمن الحجاب الشرعي .. يحمين أنفسهن من النظرات
الزائغة .. والأيدي الطويلة .. والأرقام المشبوهة .. والكلمات الجارحة ..
كان في الجزيرة عالم مشهور يحبه الناس كباراً وصغاراً .. يحبه الملوك والأمراء .. والكبراء والوزراء ..
كان قد أوتي من القبول ما يجعل الجميع يصدرون عن رأيه .. ولا يخالفون قوله ..
كان عالماً ورعاً جليلاً .. يمضي ليله ونهاره فيما يقربه إلى من في السماء جل جلاله ..
في جزيرة الكنز .. لو قدر لك أن تفتح التلفاز .. لما رأيت مغنية تشدوا :
يا ليل يا عين !! ولا رأيت فيديو كليب يتمايل فيها مطرب راقص قد أسدل
شعرات ناعمة على عينيه ونمص حاجبيه وحَقَنَ " السيليكون " في شفتيه !! لا
.. لا ترى ذلك في تلفاز جزيرة الكنز .. بل حتى الدعايات التلفازية لا تكاد
ترى فيها امرأة !! لا متبرجة ولا غيرها ..
كانت الحياة في جزيرة الكنز جميلة وادعة ..
لم يكن الناس يختلفون في مسائل الدين .. كان العالم إذا أفتى قبل الناس
فتواه وانساقوا إليها راضين .. وخطيب الجمعة إذا وجه .. تلقى المصلون
توجيهه بالقبول .. والداعية إذا وعظ .. تأثر الناس وأصلحوا أحوالهم ..
لم يكن يصل إلى هذه الصفوة من الناس أي تأثير خارجي .. إلا دعوات خافتة تنبعث من أفواه من تشربوا بأسلوب حياة آخر .. وفكر عدو !!
نعم كانت بعض الوسائل الإعلامية تؤثر على استحياء لزرع الفساد .. من خلال
مجلة فاسدة .. أو قنوات ماجنة .. لكن تأثيرها كان قليلاُ .. أو قل : كان
سطحياً ..
مرت السنوات .. وتطورت وسائل الاتصال .. وصار يصل إلى الناس في جزيرة
الكنز بث فضائي مباشر .. ينقل إلى أهلها الوادعين العفيفين .. ثقافات
أقوام لا يحكمهم دين ولا عرف ولا مروءة ..
بدأ أصحاب الجزيرة يشاهدون قوماً يعيشون كالبهائم .. بل هم أضل !!
أكل وشرب ونوم .. لا صلاة ولا صيام ولا غض بصر ولا حفظ فرج ..
بدأت النساء العفيفات في جزيرة الكنز يرين نساءً لم يكتفين بالسفور عن
وجوههن بل سفرن عن سوقهن وأفخاذهن .. بل وربما في بعض الأحيان سفرن عن غير
ذلك ..
كان ذاك العالم الجليل يصرخ بقومه : اتقوا الله .. غضوا أبصاركم عن هؤلاء .. احذروا من تقليدهم .. تمسكوا بدينكم ..
كان يركز على النساء أكثر .. لا تهتكي حجابك .. هو والله عزك .. أنت جوهرة
لا ينبغي لكل أحد أن ينظر إليك .. أنت ملكة .. أنت أمنا وأختنا وابنتنا ..
أنت ..
كان – رحمه الله – يمسك بحجزهم عن السقوط في الهاوية ..
وكان غيره من العلماء يفعلون ذلك .. من خلال أحاديث إذاعية .. ولقاءات تلفازية .. وخطب جمعة .. وكتب وأشرطة ..
يخافون أن تنخرق السفينة .. فتغرق ..
كان الناس يتقبلون منهم .. ويحبونهم ..
مرت السنوات .. ولحق ذاك العالم بربه .. ومات آخر .. وثالث .. ورابع ..
وبقي العلماء الأحياء يكملون المسيرة المباركة .. ويحرسون السفينة من الغرق ..
ظل الأعداء يصرخون .. أيها الناس التفتوا إلينا .. نحن في متعة وسرور ..
الشاب بجانب الفتاة .. وهي تتمتع بتكشفها !! في كل مكان .. انظروا إليها
بـ " البكيني " على شاطئ البحر !! تتمتع بالجو الجميل .. وأشعة الشمس
تداعب جلد فخذيها !! انظروا إليها في الطائرة تتمتع بحريتها فتخدم
المسافرين .. انظروا إليها في مطاعمنا .. تبرز مفاتنها .. وتخدم الزبائن
.. انظروا إليها في ..
كانت هذه الدعوات الماجنة تصل إلى النساء في جزيرة الكنز .. لكنها لا تلقى قبولاً ..
لأن الذين أطلقوها أغبياء .. لا يعلمون من أين تؤكل الكتف ..
فنساء عفيفات طاهرات محصنات .. تربت الواحدة منهن منذ أن كانت في مهدها
على أن لا تبدي زينتها للرجال .. ولو خرج طرف أصبعها لرجل أجنبي عنها ..
لضاق صدرها .. واضطرب مزاجها .. فكيف بالله تريدونها أن تخرج وجهها أو
ترمي عنها عباءتها .. أووووه يا للهول !!

تكسير الموجة
رأى الأعداء أن أساليبهم للإفساد ونزع الحجاب لم تنجح .. فأدركوا أن
مواجهة التيار لا تفيد .. فعمدوا إلى سياسة تكسير الموجة !! تدري ما تكسير
الموجة !! أي تفكيك حزمة العيدان وكسر كل عود على حدة ..
نظروا فإذا عباءات النساء واسعة ساترة .. إذا مشت فيها المرأة لم يكتشف
أحد زينتها .. فقالوا لها : نحن لا نقول لك : انزعي عباءتك !!.. لا .. لا
.. حرااام ..
ولكن جددي في موديل عباءتك ..
فبدأ مصممو الأزياء يخترعون أشكالاً للعباءة أضيق من العباءة الساترة ..
فأعجبت بها مجموعة من النساء ولبسنها .. فهي على كل حال عباءة !! لبستها
بعض النساء .. فصارت العباءة كأنها فستان تزداد به زينة وجاذبية .. فبدل
أن كانت العباءة تلبس لستر الزينة صارت هي في نفسها زينة ..
استبشر الأعداء وشعروا أن الموجة بدأت تتكسر ..
فاخترعوا عباءات تلبس على الكتفين .. فانطلق وراءها جماعات من النساء ..
فاستبشروا ..
ثم عباءات تربط من الجنب ..
ثم عباءات ضيقة جداً تبرز مفاتن المرأة ..
ثم ..
حتى صارت المرأة بهذه العباءات تلفت النظر أكثر مما لو نزعت العباءة!!
بدأ المجتمع يضطرب .. والسفينة تتهاوى للغرق .. فلم يسكت المصلحون .. أصدر
العلماء الفتاوى .. واهتزت المنابر بالخطب الرنانة .. وانطلق الدعاة يعظون
وينصحون ..
وخوفوا لابسة هذه العباءات من عاقبة فعلها .. وأنها بذلك تبرز زينتها التي أمر الله بسترها ..
وكان التحريم في هذه العباءات الضيقة والشفافة المبرزة لمفاتن المرأة
واضحاً لكل عاقل .. فبدأ يقل وينحسر .. وبدأت النساء تعود إلى العباءات
الساترة .. وإن كان لا يزال يوجد أعداد من النساء يتساهلن بلبس هذه
الأشكال من العباءات ..
إلا أن هذه الأعداد من النساء تبقى قليلة في المجتمع .. ويشعرن بخطئهن دائماً ..
أدرك الأعداء ذلك .. ورأوا أنهم يتعبون لإفساد الحجاب .. وزرع الاختلاط ..
ويمضون في ذلك السنة والسنتين .. فإذا تأثرت بذلك ألف امرأة .. وفرحوا
بهذا الإنجاز .. أقبل داعية ناصح مفوّه فتلا عليهن الآيات وسرد الأحاديث
.. فتبن كلهن في لحظة واحدة ..
فإذا رأى المفسدون النساء التائبات .. عضوا أصابعهم وتهامسوا : ياااا خساااارة ..!!
نعم عرفوا أن الدين متمكن من القلوب .. وأن المسلمة وإن تساهلت يوماً
فتكشفت إلا أنها سرعان ما تعود .. فمعدنها ذهب خالص .. بأدنى مسحة بيد
رقيقة .. يذهب عنه الغبار .. ويعود إلى بريقه ولمعانه ..
وبعد تفكير طوييييل ..
جاءت الطامة .!!

المسألة فيها خلاف !!
بدأ المفسدون يقلبون صفحات التاريخ .. وينظرون كيف مات الحجاب في بلاد
المسلمين الأخرى .. فرأوا أنه بدأ بالدعوة إلى كشف الوجه .. ثم لما انتشر
ذلك وأصبح أمراً عادياً .. بدأ الوجه يصبغ بأنواع الزينة .. ثم أصبح
الحجاب يتلون بألوان زاهية .. فصار الوجه أجمل .. ثم صار قماش الحجاب
مزركشاً مزيناً بصور الورود .. فازداد الوجه بهاءً .. ثم بدأ الحجاب يتسع
فظهرت الجبهة كاملة .. ثم أطراف الشعر .. ثم ..
فبدؤوا في تطبيق هذه الخطة في جزيرة الكنز ..
كانت النساء في جزيرة الكنز يسترن وجوههن ..
فظهر لهن من خلال القنوات الفضائية ووسائل الإعلام الأخرى من صحف ومجلات
من يقول لهن : أصلاً تغطية الوجه غير واجب !! وأن المرأة يجوز لها أن تكشف
وجهها !! وهناك علماء يفتون بجواز كشف الوجه !! والمسألة فيها خلاف !!
ثم ظهر من أفتى النساء العفيفات المحصنات بجواز إلقاء الحجاب عن وجوههن ..
والخروج إلى الشوارع والأسواق سافرات عنه محاسن وجوههن .. فمن نظر إليها
تمتع بجمال خديها .. وسحر عينيها .. ونعومة شفتيها .. ودلال بسمتها .. كل
ذلك جائز على اعتبار أن كشف الوجه جائز !! ولا يدخل في قوله تعالى " ولا
يبدين زينتهن " !!
ما علينا ..
كانت سارة من بين النساء اللاتي تسلط عليهن هذه السهام .. لكنها كانت
بعيدة عن التساهل بحجابها .. سعيدة بعباءتها .. تمشي بين الناس ملكة في
عرشها .. الكل معجب بقوة شخصيتها وثباتها ..
في كل صباح تزدحم الشوارع بالناس .. ومن بينهم ترى أخوات مسلمات .. لكنهن
متساهلات بالحجاب .. وقد حسرت مجموعات منهن عن محاسن وجوههن ..
كانت سارة تمر بهذه المناظر وهي ذاهبة إلى مكان دراستها .. لكنها كانت مع
عدد كبير من الطالبات ترتدي حجاباً يغطي وجهها وبقية جسدها .. كانت بعض
الطالبات يكشفن عن وجوههن .. وبعضهن يرتدين عباءات كالفساتين .. وكان عدد
من الشباب يتجمهرون عند رؤية الطالبات .. ليصطادوا من تقع في شباكهم ..
وكانت سارة تلاحظ أنها تمر أمامهم .. وهي بكامل حجابها .. فلا يجرؤ أحد أن
يلقي عليها رقم هاتفه .. أو يسمعها كلمة جارحة .. كانت عليها جلالة ومهابة
.. وكأن الملائكة تحرسها من كل جانب ..

* * * * * * * * * * * *

في المستشفى!!
كانت أم سارة حاملاً في الشهر التاسع .. والبيت كله يترقب مقدم هذا الضيف الصغير إلى الدنيا ..
اشتاق هذا الجنين إلى الدنيا .. وتحرك دافعاً الرحم من حوله .. أحست أم
سارة بآلام المخاض .. وصلت للمستشفى .. وولدت غلاماً جميلاً أسموه خالد ..
الجميع فرح بمقدمه ..
وفي المساء ذهبت سارة مع أبيها لزيارة أمها ..
كان الزائر المعافى الذي يدخل المستشفى يتحسس تاج الصحة فوق رأسه الذي لا
يكاد يراه إلا المرضى .. المرضى يملئون الغرف .. هذا مصاب بحادث .. وذاك
بمرض في القلب ..
وهذه امرأة نفساء .. وتلك عندها أمراض في الرحم ..
دخلت سارة على أمها .. واطمأنت عليها ..
كانت في الغرفة مع أمها أربع نساء كلهن والدات ..
لمحت سارة من بين الزائرات فتاة وقوراً .. يبدو عليها الذكاء والأدب .. قد
لبست عباءة فضفاضة .. غير مزينة .. ولا مزركشة .. لكنها كشفت وجهها ..
فبدا كالقمر ليلة البدر .. يراه الأطباء والممرضون والزوار ..
جعلت سارة تتعجب .. كيف تبدي زينتها!! والله يقول " ولا يبدين زينتهن"!!
كانت سارة جريئة بأدب .. أقبلت إليها وسلمت عليها بلطف .. وعرفت أن اسمها
أريج .. ثم اكتشفت أنها جاءت زائرة لأختها الوالدة .. فدعت لهم جميعاً
بالبركة والتوفيق .. ثم استأذنتها قائلة : لي معك حديث خاص .. هل يمكن أن
نجلس في غرفة الاستراحة المجاورة ..
جلست الفتاتان جلسة هادئة .. دارت فيها أحاديث مختصرة .. اكتشفت خلالها
سارة أن أريج كثيرة القراءة في الكتب الداعية إلى التبرج والسفور باسم :
تحرير المرأة .. وكأن المرأة رقيقة مملوكة تحتاج لمن يحررها ..
كانت معلومات سارة لا بأس بها .. مما شجعها إلى فتح نقاش طويل مع أريج ..

بين سارة وأريج
قالت سارة : تعلمين يا أريج أن الله تعالى خلق الرجل والمرأة شطرين للنوع الإنساني :
ذكراً وأنثى قال تعالى " وأنـّـه خلَق الزوجين الذكر والأنثى " [النجم:
45] ، والزوجان هما المقترنان اللذان لا يستغني أحدهما عن الآخر .. فالرجل
والمرأة مقترنان لتسيير عجلة الحياة ..
نعم .. الذكر والأنثى مخلوقان يشتركان في عِمارة الكون كلٌّ فيما يخصه .. بلا فرق بين الرجال والنساء في عموم الدين ..
فهما متساويان في المسئولية ..
فرسول الله  دعا النساء كما دعا الرجال .. وبايع النساء على الدخول في
الإسلام كما بايع الرجال .. وصلى إماماً بالرجال والنساء .. وأفتى الرجال
والنساء .. وكان الرجال والنساء يشيرون عليه ويقبل منهم .. وكان الـ ..
عندها صرخت أريج : كان يقبل مشورة النساء!! عجباً !! وأبو بكر وعمر موجودان ؟!!
سارة : نعم .. واستمعي إلى أم سلمة وهي تحكي بكل عزة ثقتها بنفسها ..
وشعورها بنظرة المجتمع المشرقة لها .. وهي تقضي برأيها على مشكلة كانت قد
تعصف بجيش كامل !!
أريج : كيف ؟!
لما خرج رسول الله  إلى مكة معتمراً ..
وهذا كله قبل قرون من اعتراف العالم الحديث للمرأة بحقها في التعبير عن رأيها الخاص بها ..
خرج مع ألف وأربعمائة من أصحابه ليعتمروا .. وذلك قبل فتح مكة .. فكان قريش هم أهل مكة يمنعون من شاءوا ويأذنون لمن شاءوا ..
وصل  مع أصحابه لا يريدون قتالاً بل سيعتمرون كبقية الناس ..
منعتهم قريش من دخول مكة .. وكاد  أن يدخلها بالقوة .. لكنه عدل عن ذلك وأراد أن يكتب بينه وبينهم صلحاً ..
أرسلت قريش إليه عدة أشخاص للتفاوض معه حول بنود الصلح .. حتى جاءه سهيل بن عمرو ليكتب الصلح معه ..
فدعا النبي  الكاتب فجعل يملي عليه قال : اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ..
فاعترض سهيل قائلاً : أما الرحمن .. فوالله ما أدري ما هو ؟ ولكن اكتب باسمك اللهم كما كنت تكتب ..
فغضب المسلمون وقالوا : والله لا نكتبها إلا باسم الله الرحمن الرحيم ..
فقال النبى  : اكتب باسمك اللهم ..
ثم قال  اكتب : هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله ..
فقال سهيل : والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ، ولكن اكتب محمد بن عبد الله
فقال  : والله إني لرسول الله وان كذبتموني ، اكتب محمد بن عبد الله
فقال  اكتب : على أن تخلوا بيننا وبين البيت فنطوف به ..
فقال سهيل : والله لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة ، ولكن ذلك من العام المقبل ..
فوافق النبي  على ذلك .. وكتبه ..
فأراد سهيل أن يضيق على المسلمين .. فاشترط : أنه لا يخرج من مكة مسلم
يريد المدينة .. إلا رُدَّ إلى مكة .. أما من خرج من المدينة وجاء إلى مكة
مرتداً إلى الكفر .. فيُقبل في مكة ..
فقال المسلمون : من جاءنا مسلماً نرده إلى الكافرين !! سبحان الله كيف نرده إلى المشركين وقد جاء مسلماً ..
فقال  : أما من ذهب منا إليهم فأبعده الله ..
ثم سكت والنبي  مفكراً ..
وكان قد أسلم فعذبه أبوه وحبسه .. فلما سمع بالمسلمين .. تفلت من الحبس وأقبل يجر قيوده .. تسيل جراحه دماً .. وعيونه دمعاً ..
ثم رمى بجسده المتهالك بين يدي النبي  ..والمسلمون ينظرون إليه ..
فلما رآه سهيل .. غضب !! كيف تفلت من حبسه .. ثم صاح بأعلى صوته : هذا يا محمد أول من أقاضيك عليه أن ترده إلي ..
فقال  : إنا لم نقض الكتاب بعد ..
قال : فوالله إذاً لا أصالحك على شيء أبداً ..
فقال  : فأجزه لي .. قال : ما أنا بمجيزه لك .. قال : بلى فافعل .. قال : ما أنا بفاعل ..
فسكت النبي  ..
وقام سهيل سريعاً إلى ولده يجره بقيوده .. وأبو جندل يصيح ويستغيث بالمسلمين .. يقول :
أي معشر المسلمين أرد إلى المشركين وقد جئت مسلماً .. ألا ترون ما قد لقيت من العذاب .. ولا زال يستغيث حتى غاب عنهم ..
والمسلمون تذوب أفئدتهم حزناً عليه ..
فصالح النبي  على أن يعودوا إلى المدينة..ويعتمروا في العام القادم..
كان المسلمون قد جاؤوا بإحرامهم من المدينة متحمسين للعمرة .. ثم تفاجئوا أن قريشاً تمنعهم هكذا بكل بساطة !!..
كان الحزن يسيطر على نفوسهم ..
فلما فرغ النبي  من كتابة المعاهدة التفت إلى أصحابه ثم أمرهم أن ينحروا
الـهَدْي .. وهو ما جاؤوا به معهم ليذبحوه في عمرتهم من غنم وإبل ..
وأمرهم أن يحلقوا رؤوسهم ..
فتفاجأ الناس .. الأصل أن يفعلوا ذلك بعد العمرة .. ولا تزال نفوسهم معلقة بها .. فتباطئوا عن الاستجابة لأمره رجاء أن يتراجع عنه ..
لكنه لم يتراجع .. وأخذ ينظر إليهم ينتظر تنفيذ الأمر .. فلم يقم أحد !! فأعاد عليهم .. فلم يقم أحد !!
فغضب  .. ودخل على زوجه أم سلمة .. فذكر لها أنه يأمرهم ولا يطيعون !!
فقالت أم سلمة : يا نبي الله أتحب ذلك ؟ أي تحب أن يطيعوك ؟ اخرج إليهم ..
ثم لا تكلم أحداً منهم كلمة .. حتى تنحر هَدْيك .. وتدعو حالقك فيحلقك ..
فخرج  ومضى يمشي ساكتاً لم يكلم أحداً منهم حتى فعل ما اقترحته عليه أم
سلمة .. نحر هديه .. ودعا حالقه فحلقه .. فلما رأى الناس ذلك قاموا فنحروا
هديهم ..
فانظري كيف أن امرأة واحدة .. واثقة بقدراتها .. معتزة بفكرها .. لم تحتقر
نفسها بل أبدت رأيها .. وهم لم يحتقروها .. بل أخذوا بالرأي .. وعملوا به
..
أريج : والله كلام رائع ..
سارة : نعود إلى ما كنا فيه :
فأقول لك - أريج – إن الله تعالى ساوى بين الجنسين الرجل والمرأة في كل شيء .. إلا فيما تقتضي طبيعة الرجل والمرأة الافتراق فيه ..
فقال تعالى عن الرجال " إن الذين يبايعونك إنما .. " وقال عن النساء " يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على .." ..
وكذلك ساوى بينهما في المسئولية عن البيت .. فقال  ( .. الرجل راع على
أهل بيته .. والمرأة راعية على بيت زوجها وولده .. فكلكم راع وكلكم مسئول
عن رعيته ) متفق عليه ..
وساوى بينهما في العبادة والتكاليف الشرعية :
فأوجب الله على الرجل والمرأة تكاليف متماثلة .. ساوى بينهما فيها ..
فالصلاة واجبة على الرجل وواجبة على المرأة على السواء خمس مرات ..
وصوم رمضان واجب عليهما جميعاً ..
والزكاة واجبة عليهما جميعاً ..
والحج واجب عليهما جميعاً ..
بل إن الله خفف على المرأة أكثر من الرجل ..
فأسقط عنها الصلاة والصيام أيام حيضها ونفاسها ..
وساوى بين الرجل والمرأة في عمارة الأرض .. فكلاهما مأموران بالجد والعمل
.. كما قال تعالى " فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه " .. وهذا خطاب
للرجال والنساء ..
وكلاهما مأموران بأنواع الطاعات .. قال تعالى " إن المسلمين والمسلمات
والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين
والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات
والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد لهم مغفرة
وأجرا عظيما ) ..
والرجل والمرأة على السواء مأموران بطاعة الله ورسوله قال تعالى ( وما كان
لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله أمرا أن يكون لهما الخيرة من أمرهم ) ..
بل إن نساء صالحات ضربن أروع الأمثال في الحرص على الطاعة وطلب العمل .. والتحبب إلى الله تعالى بأنواع القربات ..

بطولات
واصلت سارة قائلة :
أذكر أن إحدى الأخوات كانت مديرة لأحد دور تحفيظ القرآن النسائية ، تقول :
لما افتتحنا الدار كان المبنى مرافعاً قليلاً عن مستوى الشارع .. فكان
هناك درج يحتاج الداخل إلى المبنى لصعوده .. وكانت الطالبات يصعدن وينزلن
بكل سهولة ..
في اليوم الأول للتسجيل في الدار فوجئت بامرأة كبيرة في السن .. جاءت تدفعها ابنتها على كرسي متحرك ..
فلما وصلت إلى الدرج .. جعلت تلتفت إلى ابنتها .. وتنظر إلى الدرج .. ثم
نزلت من كرسيها وأخذت تحبو على يديها وركبتيها على الدرج .. حتى دخلت
الدار .. وسجلت اسمها لتحفظ معنا القرآن .. ثم خرجت بالطريقة نفسها ..
وسمعت عن فتاة لها همة عظيمة أصيبت في حادث مروع ..
صارت بسببه معاقة مشلولة على السرير أكثر من خمس عشرة سنة ..
امتلأ جسمها قروحاً .. وتآكل اللحم بسبب ملازمتها للفراش ..
ولا تستطيع أن تخرج الأذى من جسدها إلا بمعاونة أمها ..
لكن عقلها متدفق .. وقلبها حي مؤمن ..
فكرت أن تخدم الإسلام ..
فوجدت بعض الأساليب والطرق التي تنفع بها الدين .. وتنفع نفسها ..
فاستخدمت ما تملك من قدرات ..!! تدرين ماذا فعلت ؟
أولاً : فتحت بيتها لمن يشاء من النساء أن يزورها ليتعظ بحالها ..
فصارت تأتيها النساء وطالبات دور تحفيظ القرآن .. فتلقي عليهن محاضرة بصوتها المؤثر ..
ثانياً : جعلت بيتها مستودعاً للمعونات العينية والمادية للأسر المحتاجة ..
حتى صارت ساحة البيت الكبيرة مليئة بصدقات الناس التي يحضرونها وهي تتولى الاتصال بالأسر الضعيفة .. وإرسالها إليهم ..
وكم من جائع سدت هذه المشلولة جوعته .. وكم من عار سترت عورته .. وكم من مريض سعت في علاجه ..
ثالثاً : إذا أرسلت المعونات للأسر المحتاجة .. ترسل معها كتباً واشرطة
نافعة .. وتقيم المسابقات على هذه الكتب والأشرطة .. لتتأكد من سماعهم لها
..
رابعاً : لا تدع منكراً من منكرات النساء إلا وتتصل على صاحبة المنكر وتنصحها..
خامساً : تسعى في تزويج الفتيات العوانس عن طريق المتابعة الهاتفية مع الثقاة من أهل العلم والجمعيات الخيرية ..
سادساً : تساهم في إصلاح ذات البين وفي حلول المشاكل الزوجية ..
إنها امرأة عجيبة والله ..
كانت أريج في غاية المتعة وهي تستمع إلى هذه المعلومات والقصص .. وتستعيد
في ذهنها ما سمعته مراراً من المطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة .. وما
يردده بعضهم من أن المرأة مظلومة .. مبخوسة الحق .. كسيرة الجناح .. و ..
من غير شعور أخذت أريج تردد : رائع .. رائع ..
قالت سارة : بل هنا نقطة هامة ..
عندما تطلق كلمة " يا أيها الناس " فالمقصود بها في القرآن والسنة : الرجال والنساء ..
ففي القرآن أكثر من عشرين موضعاً ينادي الله فيه الرجال والنساء بقوله : " يا أيها الناس " ..
كما قوله تعالى :
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ " ..
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً " ..
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ "..
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ " ..
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا" ..
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ " ..
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا" ..
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ" ..
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا" ..
نعم الرجال والنساء جميعاً يناديهم ربهم نداءً واحداً ..
وانتقلي معي إلى المدينة .. وانظري إلى أمك أم سلمة  .. وقد جلست يوماً في بيتها وهو ملاصق للمسجد .. وعندها جارية تمشط شعرها ..
فينما هي كذلك .. إذ سمعت رسول الله  يقول "يا أيها الناس "
فقالت للجارية استأخري عني .. وقامت لتذهب للمسجد .. فقالت الجارية : إنما دعا الرجال ولم يدع النساء !!
فقلت : إني من الناس ) رواه مسلم ..
قالت أريج : رضي الله عن أم سلمة ..
طيب – سارة - هل تسمحين بسؤال ..
سارة : لحظة .. بقي كلام قليل في موضوع المساواة .. ليتك تسمعيه مني ..
أريج : تفضلي ..
سارة : الرجل والمرأة كما هما متساويان في الواجبات .. كذلك هما متساويان في الجزاء ..
قال تعالى ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) ..
وقال : ( فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى ) ..
وقال عز شأنه : " ومن يعمل من الصالِحَاتِ من ذكرٍ أو أنثَى وَهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يُظْلمون نقيراً " ..
فجميع الأحاديث الواردة في فضائل الأعمال هي لكل المسلمين رجالاً ونساءً ..
"من قال سبحان الهد وبحمده غرست له نخلة في الجنة ".. هي للرجال والنساء ..
"من صلى لله ثنتي عشرة ركعة في يوم تنفلاً من غير الفريضة .. بنى الله له بيتاً في الجنة .. " هي للرجال والنساء ..
وهما متساويان أيضاً في العقاب :
ففي حالة انتهاك أي من الجنسين حداً من حدود الله فإن العقاب واحد للذكر والأنثى دون تمييز أحدهما عن الآخر ..
ففي عقاب الزنا قال تعالى : (الزانية والزاني فأجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة )
وفي عقاب السرقة قال : " والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما " ..
وفي عقاب النفاق والشرك قال : ( ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب على المؤمنين والمؤمنات ) .
وفي القيمة الانسانية .. جعل الله تعالى كلاهما مكرم .. لا يجوز التنقص منه أو امتهانه ..
قال الله " ولقد كرمنا بني آدم " .. بنوعيه الذكر والأنثى ..
وحرم تنقص المسلم عموماً رجلاً كان أو امرأة ، فقال : ( يا أيها الذين
آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى
أن يكن خيرا منهن ) ..

أكرمكم أتقاكم
كانت أريج تستمع إلى سارة بكل تركيز .. وسارة تتكلم بتدفق وحماس ..
وفجأة .. سكتت سارة قليلاً وكأنها تدافع عبراتها .. وقد امتلأ قلبها بمحبة
هذا الرب العادل الحكيم جل جلاله .. كيف يتهمون الدين الذي شرعه وأكمله ..
أنه ظلم المرأة أو بخسها حقوقها ..
ثم قالت بكل عِزة وحزم :
مقياس التفاضل الوحييييد بين الرجل والمرأة هو التقوى ..
قال تعالى : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا
وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) .. نعم : أكرمكم أتقاكم ..
ليس أشدكم جسداً .. ولا أكثركم مالاً .. ولا أقواكم ذكورة .. ولا أعظمكم
فحولة .. وإنما أتقااااكم ..
بدت أريج متأثرة بما تسمع .. وقالت : ليت أكثر النساء اليوم المخدوعات
بالدعوات الماجنة التي تردد : حقوق المرأة .. حقوق المرأة .. يعقلون مثل
هذه المفاهيم ..
ليتهم يدركون أن الله ليس بينه وبينهن عداوة .. ولا ثأر .. ولا انتقام ..
وإنما هن من خلق الله .. تستطيع الواحدة منهن أن تبلغ أعالي الجنان وتسبق
الرجال .. بتقواها ..
قالت سارة : صحيح .. بل أزيدك :
حتى عند الزواج حفظ الكرامة لكل منهما .. فقال تعالى : ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) ..
وعن حكيم بن معاوية أنه قال : يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه ؟
قال :" أن تطعمها إذا طعمت وتكوسها إذا اكتسيت .. "
وقال  : ( ألا إن لكم على نسائكم حقاً .. ولنسائكم عليكم حقاً .. ) .
وأمر الأولاد باحترام الرجل والمرأة .. أعني الأب والأم ..
بل إن حق المرأة ( الأم ) أكبر ..
قال تعالى : " وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا" ثم بدأ بالأم فقال " حَمَلَتْهُ أُمُّهُ " .. فقدمها على الأب ..
وفي الصحيحين أن رجلاً سأل رسول الله  فقال : من أحق الناس بحسن الصحبة ؟
فقال  : أمك ، ثم أمك ، ثم أمك ، ثم أبوك ) ..
مها .. في بنطال أحمر !!
كان الكلام حامياً .. لكن سكينة الإيمان كانت تحف مجلس سارة وأريج ..
وفي هذه الأثناء .. كانت " مها " أخت أريج .. تبحث عنها في الممرات .. وقد تعجبت أين ذهبت !!
كان واضحاً من طريقة لبس مها للحجاب أن عندها تساهلاً كثيراً ..
فعباءتها ضيقة يتبين منها بوضوح تفاصيل جسدها .. ومع مشيها يظهر البنطال الأحمر الذي ترتديه .. فيلفت النظر أكثر للالتفات إليها ..
دخلت مها غرفة الاستراحة .. فرأت أريج مع سارة .. تعجبت من هذه الجلسة ..
ألقت التحية وصافحت سارة وتعرفت على اسمها بلطف .. وجلست تستمع للحوار ..
كان الكلام ساخناً .. عن حقوق المرأة في الإسلام .. فلم تصبر مها .. فقالت بكل جرأة :
بصراحة .. يا سارة .. بعض النساء أذكى من الرجال .. وأكثر نجاحاً في
الحياة .. فلماذا تريدين أنت وغيرك أن تفرقي بين الرجل والمرأة وتحددي لكل
منهما مجالات خاصة لا يصلح أن يزاحمه فيها الآخر .. ودائماً الرجل ..
الرجل ..
كانت مها متحمسة كثيراً وهي تلقي هذا السؤال ..
ضحكت سارة .. وقالت :
وأيضاً .. دائماً المرأة .. المرأة ..
اسمعي يا مها ..
قَدَّر الله وقضى أن الذكر ليس كالأنثى في صِفة الخلقة والهيئة والتكوين
.. فالرجل أقوى من المرأة جسداً .. وأضعف عاطفة .. والمرأة أقوى منه عاطفة
.. وأضعف جسداً .. وكل منهما مكالب بأن يستثمر قوته ..
مها : كيف ؟!
سارة : المرأة لها طبيعتها الجسدية الخاصة .. يعتريها الحيض والحمل ..
والمخاض والولادة .. والإرضاع وشؤون الرضيع .. وتربية جيل الأمة المقبل ..
ولهذا خلقت الأنثى من ضِلع آدم عليه السلام .. خلقت من عظام الصدر ..
قريبة من القلب ..
أما الرجل فمؤتمن على القيام بشؤون الأسرة .. المرأة والأولاد .. وحفظها والإنفاق عليها .. ولذلك خلق غليظاً .. من تراب الأرض ..
ومن آثار هذا الاختلاف في الخلقة :
• الاختلاف بينهما في القوى ، والقُدرات الجسدية .. والعاطفية ..
• الاختلاف والتفاوت والتفاضل بين الرجل والمرأة في بعض أحكام التشريع ..
فلما كان الرجل في طبيعته الجسدية .. لا أعني الذكاء والفطنة .. بل أقول :
في قوته الجسدية أقوى وأقدر على التحمل جعله الله مسئولاً عن السعي
والإنفاق على من في البيت ..
ولما كانت المرأة أقدر على إدارة البيت والقرب من الصغار .. وأعرف بحل
مشاكل الأولاد .. جعلها مسئولة عن القيام بشؤون البيت .. وتربية جيل الأمة
.. وقد أدركت مريم – وهي امرأة – هذه الفوارق فقالت : "وليس الذكر كالأنثى
" ..
كأن مها لم تقتنع بكلام سارة كثيراً ..
فالتفتت أليها سارة وقالت :
مها .. عذراً .. أنت لو كنت مدرسة وأردت أن تنظمي حفلاً في مدرستك ..
وأردت أن تقومي بعدة أعمال في قاعة الاحتفال .. من تنظيف .. ورسم صحائف ..
وتعليق أوراق .. ومسح سبورة .. وإعداد كلمات ..
وعندك عشرون طالبة .. متنوعات فيهن السمينة .. والنحيفة .. وفصيحة اللسان .. والأقل من ذلك .. والجريئة .. والخجولة ..
من ستختارين للوقوف على الكراسي وصعود السلم لتعليق الأوراق ؟ الطالبة السمينة .. أليس كذلك ؟
تبسمت مها وقالت : لا طبعاً .. بل الطالبة النحيفة الخفيفة ..
قالت سارة : ومن ستختارين للتنظيف ..؟ الطالبة الفصيحة الجريئة .. صحيح ؟!
قالت مها : لا طبعاً .. هذه سأجعلها تلقي الكلمة الترحيبية .. وغيرها يتولى صف الكراسي والتنظيف .. و ..
قالت سارة : طيب هل في تقسيمك هذا ظلم لأحد ..
قالت مها : لا طبعاً .. كلهن أعمالهن مهمة .. تكامل وتعاون ..
قالت سارة: طيب لو احتجت السمينة .. واعترضت الخجولة .. والنحيفة لم ترض بعملها .. والجريئة أبت أن تلقي الكلمة ..
مها : لا .. لن أقبل اعتراضها .. لأن إسناد العمل الذي يناسب طبيعتها .. ليس ظلماً لها ..
شعرت سارة أنها وصلت إلى ما تريد .. وقالت :
طيب لماذا تعترضين على تخصيص الرجل بشيء وتخصيص المرأة بشيء كل بناء على قدراته ..!!
يبدو أن أريج تحمل فكرة مها نفسها .. فقالت - مقاطعة - : سارة .. يعني حرام المرأة تخرج من بيتها ..!!
سارة - متعجبة - : لا .. ليس حراماً .. وأنا لم أقل ذلك ..
أريج : طيب فيه أعمال يقوم بها الرجل تستطيع المرأة أن تعملها مثله .. بل قد تكون أحسن منه ..
سارة : صحيح .. أنا معك في هذا .. لكن ما رأيك في امرأة تعمل في محل "
بنشر " !! تفك إطارات السيارات .. وعجلات الشاحنات .. وتصلح وتشتغل ؟
ما رأيك بامرأة تعمل في إزالة انسداد أنابيب المجاري .. فتحفر الأرض ..
وتنقل التراب .. وربما نزلت في الأنابيب .. وفتشت عن الأوساخ ..
ما رأيك بامرأة في شدة الحر .. لمدة ثمان ساعات يومياً .. تسوق الونش
الكبير .. وتحرك رافعته لحمل السيارات المتعطلة .. ورفع الأثقال والحديد
لأعالي البنايات ..
ما رأيك بامرأة تعمل في حفر الآبار .. وبناية الجسور .. وتحمل أكياس الإسمنت من سيارة إلى أخرى ..
ما رأيك بامرأة ..
كانت أريج ومها يكتمان ضحكة مدوية أثناء استماعهما للأمثلة التي تسوقها سارة .. وفجأة ضحكت الفتاتان بصوت عااالٍ ..
جعلت سارة تهدئ من أصواتهما ..
كان واضحاً أن كل عاقل – مسلماً أو غير مسلم – يعلم أن هذه الأمور لا
توافق طبيعة المرأة .. بل حتى أصحاب الشركات لا يكادون يوظفون النساء في
هذه الوظائف لعلمهم بعدم قدرتهن على المواصلة فيها .. بل إن المرأة إذا
عملت فيها بدأت تفقد أنوثتها ونعومتها شيئاً فشيئاً .. فيغلظ جلدها ..
وتبرز عضلاتها .. ويتغير لونها ..
جعلت أريج ومها .. تمسحان دموعهما من كثرة الضحك .. وسارة تردد : طيب .. خلوني أواصل ..
أريج : عذراً .. تفضلي أكملي ..
سارة : بس بلاش ضحك ..
مها : طيب .. طيب ..
سارة : وبالمقابل ..
ما رأيك برجل يجلس في البيت .. يعمل الرضاعة للصغير .. ثم يجلسه في حضنه
ويرضعه .. وإن بكى الصغير أخذ يهزه ويطربه ببعض الأهازيج حتى يسكت ..
وإذا تفاجأت إحدى بناته بشيء من علامات البلوغ .. أقبل إليها وفهمها الموضوع .. وحدثها عن مرحلة الحياة الجديدة التي تستقبلها ..!!
وإن نام ليلة بجانب زوجته .. وسمعوا بحركة لص دخل البيت .. اكتفى بإيقاظ زوجته لتعالج الموضوع .. وتولى هو الصراخ .. وجمع الأطفال !!
وما رأيك برجل ..
انطلقت أريج مرة أخرى ضاحكة .. وقالت : المفروض أن المرأة هي التي تصرخ وهو يتفاهم مع اللص ..
ردت سارة بذكاء : لماذا ؟! مساواة .. كلاهما يمكن أن يقوم بالعمل نفسه ..
فقالت مها : عجيب !! حتى حليب الطفل هو الذي يصنعه !! ويضجعه في حضنه
ويرضعه ..!! ويحل مشاكل بناته !! ما بقي إلا يحمل ويلد أيضاً ..
عندها جاء دور سارة بالضحك .. فجعلت طرف عباءتها على فمها وغرقت في الضحك .. وقد تخيلت رجلاً حاملاً !!

* * * * * * * * * * * *

لماذا الفوارق ؟!
سارة : أعود إلى بعض الفوارق بين الرجل والمرأة التي هي بسبب افتراقهما في طبيعة الخلقة والتكوين ..
فمن الأحكام التي اختصت بها النساء .. أنها ملكة مخدومة ..
فيجب على الرجل أن ينفق على زوجته .. وابنته وأمه وكل من كانت تحت ولايته
.. ولا يجوز أن يقصر عنها بطعام ولا شراب ولا مسكن ولا ملبس ولا علاج ..
ويجب عليه أن يحميها من كل ضرر ينال عرضها .. بل قد قال  : من قتل دون عرضه فهو شهيد ..
فالرجال قوامون على النساء بالرعاية وحراسة الفضيلة .. والكسب والإنفاق
عليهن .. وهو معنى قوله تعالى : "الرجال قَوَّامونَ على النسَاء بِما
فضَّل اللهُ بعضهمْ على بعضٍ وبِما أنفقوا مِن أمْوالهم " ..
لأن رعاية البيت والدفاع عنه تناسب طبيعته .. فهو يحمي الجبهة الخارجية .. والمرأة تحمي الجبهة الداخلية ..
لذا أوجب الله على الرجال عبادات أسقطها عن النساء .. فمثلاً : يجب عليهم
الجهاد .. ويجب عليه شهود صلاة الجمعة .. والخروج في شدة الحر والبرد
للصلاة في المسجد ..
قالت أريج : .. لكن .. سارة .. اسمحي لي .. يعني .. يعني ..
وبدت أريج مترددة في كلامها ..
قالت سارة : هاه .. ماذا عندك ؟!
أريج : هناك بعض الفوارق ..
لماذا المرأة تأخذ نصف ميراث الرجل ؟! أليس في هذا تفريقاً بينهما ؟!
فقالت سارة - وقد تملكت محبة الله وتعظيمه قلبها -: أريج .. لنكن واضحين ..
يعني تتوقعين أن الإسلام بينه وبين المرأة عداوة !! تعالى الله ..
لو كان الأمر كذلك .. لما خفف على المرأة في الصلاة .. فهي تصلي في البيت
.. وتمكث أياماً من الشهر في إجازة من الصلاة في فترة عادتها الشهرية ..
!! ..
وخفف عليها في الصوم فتفطر أياماً من رمضان أيضاً .. والحج يسقط عنها مهما
ملكت من أموال الدنيا ما دامت لم تجد محرماً يذهب معها ويعتني بها .. و ..
أريج : أدري أن الله تعالى حكم عدل .. ولا يظلم ربك أحداً .. لكن .. ما سبب التفريق في الميراث ؟!!
سارة : لا يشرع الله تعالى شيئاً إلا لحكمة .. وهو سبحانه الرب العظيم الأعلم بمصلحة عباده ..
افرضي أن رجلاً مات وورثه ولد وبنت .. فلما أحصينا التركة فإذا هي مائة وخمسون ألفاً ..
كم للولد وكم للبنت ؟
أريج : للبنت خمسون ألفاً .. وللولد مائة ألف ..
سارة : طيب .. بعد سنة خطبت البنت .. وأعطاها خطيبها مهراً قدره خمسون ألفاً .. كم صار عندها ؟
أريج : مائة ألف ..
سارة : جاءها هديا بعد زواجها بما مجموعه عشرون ألفاً .. كم صار عندها ؟
أريج : مائة وعشرون ألفاً ..
سارة : وجهز زوجها الشقة واشترى الأثاث وتكفل بكل التكاليف الأخرى - إن وجدت - كالسفر .. والولائم .. والهدايا .. و ..
أما الولد فإنه خطب فتاة .. وأعطاها مهرها خمسين ألفاً .. فكم بقي عنده ؟
أريج : خمسون ألفاً ..
ثم اشترى أثاث الشقة من غرفة نوم وأثاث مطبخ وجهز مجالس الضيوف .. وأنفق في تكاليف الزواج الأخرى ستين ألفاً ..
هاه .. يا شاطرة !! كم بقي عنده ..
تبسمت أريج وقالت : يكون مديوناً بعشرة آلاف ..
سارة : وبقي عليه الإنفاق على البيت .. وتدريس الأولاد .. والإنفاق على الزوجة .. و .. وكل هذه تكاليف لا تجب على المرأة ..
أما أخته فالمائة ألف قد جعلتها في مشروع يدر عليها أرباحاً .. وزوجها
ينفق عليها وعلى أولادها .. ويسدد إيجار الشقة وفواتير الهاتف والكهرباء
والماء ..
يعني يا أريج .. الحقوق الواجبة في مال الرجل أكثر من الحقوق الواجبة في
مال المرأة .. ومقدار كبيييير من مال الرجل يصرفه على المرأة .. سواء كانت
زوجة أو بنتاً أو أماً أو أختاً ..
فالأمر كما قال الله " إن ربك حكيم عليم " جمع بين الحكمة في التشريع .. والعلم بحاجات الناس ..
كان الهدوء والخشية ظاهران على محيا أريج ومها .. وهما تتأملان في حكمة هذا الرب العظيم .. الحممممد لله .. كم أحبك يا ربي ..
عجباً .. ما أعدلك وأحكمك .. هل نبحث عن حكمٍ غيرِ حكمك ؟ أو شريعة أكمل
من شريعتك ؟ أين هؤلاء المطبلون الذين يخفون عنا هذه الحكم العظيمة في
التشريع .. أعوذ بالله .. يحاولون أن يصرفونا عن الدين وكأنه للرجال دون
النساء ..

* * * * * * * * * * * *

إن ربك حكيم عليم
قالت سارة : وعموماً يجب علينا جميعاً أن نرضى بما قسم الله لنا ..
فكما أن الرجل لا يجوز له أن يتمنى ما فضلت به المرأة من لبس الذهب
والحرير .. وسقوط كثير من التكاليف الشرعية عنها .. والتخفيف عليها في
العبادات .. مع وجوب كل ذلك على الرجل ..
كذلك المرأة ينبغي أن ترضى بما قسم الله لها ..
ولا يجوز لمسلم ولا مسلمة أن يتمنى ما خص الله به الآخر من الفوارق
المذكورة .. لأن في ذلك تسخطاً على قدر الله .. وعدم رضا بحكمه وشرعه ..
ولهذا قال الله تعالى ناهياً عن ذلك : " ولا تتمنوا مَا فضَّل الله به
بعضكم على بعض للرجالِ نصيبٌ مِمَّا اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن
واسألوا الله من فضله إنَّ اللهَ كانَ بكلِّ شيءٍ عليماً " ..
وإذا كان هذا النهي - بنص القرآن - عن مجرد التمني .. فكيف بمن ينكر
الفوارق الشرعية بين الرجل والمرأة .. وينادي بإلغائها .. ويدعو إلى
المساواة بين الرجل والمرأة فيما لا يمكن أن يساوى بينهما فيه ؟
ووالله لو حصلت المساواة في جميع الأحكام - مع الاختلاف في الخِلقة
والقدرات - لكان هذا انعكاساً في الفطرة .. ولكان هذا هو عين الظلم لكل
منهما ..

* * * * * * * * * * * *

ولباس التقوى
مها : ولذلك أوجب الله على المرأة الحجاب .. وفرض عليها الستر .. والرجل يلبس ما يشاء ..
سارة : لا .. ليس صحيحاً !! الرجل لا يلبس ما يشاء ..
مها : كيف ؟!
سارة : الحجاب والستر .. فرض على كل مسلم من رجل أو امرأة .. حتى الرجل مع
الرجل .. والمرأة مع المرأة .. وأحدهما مع الآخر .. كلٌّ بما يناسب فطرته
.. وبحسب وظائفه الحياتية التي شرعت له ..
فواجب على الرجال ستر عوراتهم من السرة إلى الركبة عن الرجال والنساء ..
إلا عن زوجاتهم أو ما ملكت أيمانهم ..
ونهى الشرع عن نوم الصبيان في المضاجع مجتمعين .. وأمر بالتفريق بينهم .. مخافة اللمس والنظر ..المؤدي إلى إثارة الشهوة ..
وكانت قريش في الجاهلية يطوفون بالكعبة عراة .. ويقولون : لا نطوف بثياب
عصينا الله فيها !! فلما فتح النبي  مكة قال : لا يطوفن بالبيت عريان ..
رجلاً كان أو امرأة ..
ولا يجوز أن يصلي أحد وهو عريان .. حتى لو كان وحده بالليل في مكان خالٍ لا يراه أحد ..
ونهى النبي  إذا كان أحدنا خالياً أن يتعرى .. وقال  : ( فالله أحق أن يستحيا منه من الناس ) ..
وفي الإحرام : معلومة الفوارق بين الجنسين ..
ونهى الرجال عن الزينة المخلة بالرجولة من التشبه بالنساء في لباس أو حلية أو كلام .. أو نحو ذلك ..
ونهى الرجال عن الإسبال تحت الكعبين ..
أما المرأة فمأمورة بستر قدميها .. إما بتطويل ثوبها أو بلبس الجوربين ..
وأمر الله المؤمنين بِغضِّ أبصارهم عما يظهر من عورات الآخرين بغير قصد ..
أو مما يظهر من زينة المرأة .. وحرم الله النظر إلى كل ما يثير الشهوة ..
وهذا أدب شرعي عظيم في مباعدة النفس عن الحرام ..
وهذه الأمور التي تقدمت كلها في الحجاب العام الذي أو جبه الله على الرجل والمرأة ..
فالرجل مأمور بحجب أشياء من جسده .. والمرأة مأمورة بالحجاب أيضاً ..
والمرأة أولى بالتستر لأن الأنظار الطامعة تسبق إليها أمرها الله تعالى
بتغطية زينتها .. وستر مواضع جمالها .. وأولها الوجه .. حتى تكتمل أنوثتها
.. ولا يخدش أحد عفافها ..
قالت أريج : فعلاً .. والله كلام رائع ..
أذكر أن امرأة كانت متمسكة بصلاتها .. وكان زوجها يحبها كثيراً ويغار
عليها .. وكانت متساهلة بالحجاب .. فربما كشفت وجهها أمام إخوانه .. بل
وأصدقائه أحياناً .. وأحياناً قد تصافحهم ..
كان زوجها كثير الشكوك فيها .. وتكثر مشاكلهما بسبب كثرة شكوكه وأسئلته
الاتهامية المتتابعة .. وقد رزقهما الله عز وجل بولدين كالقمرين .. كانت
المرأة تصبر لأجلهما ..
كثرت المشاكل بسبب أسئلته : ماذا يقصد فلان بنظرته ..؟ فلان لما صافحتيه
.. لماذا أطلت بقاء يدك في يده ؟ فلان لماذا تضحكين على نكته ؟
كان زوجها رجلاً عنده غيره .. ويشعر أنه ملك وهي ملكة .. والملكة لا ينبغي أن يشارك الملك فيها أحد ..
تقول هذه المرأة : من كثرة المشاكل فكرت في طلب الطلاق مراراً .. وكان إذا سافر ارتاح .. وإذا حضر فنحن في مشاكل ..
تعبت كثيراً من كثرة التفكير .. ما هو الحل ..
فقررت يوماً : أن أتبع ما أمر الله به المؤمنات من لبس الحجاب .. وترك مصافحة الرجال ..
فالتزمت بالحجاب الشرعي .. وغطيت وجهي .. فلا يراه إلا زوجي ومحارمي ..
وتجنبت الاختلاط بالرجال الأجانب عني ..
والله لقد شعرت بلذة عظيمة .. شعرت بعزة .. شعرت أن من كنت أخالطهم لما
علموا بحجابي ازدادت قيمتي عندهم .. احترموني أكثر .. فعلاً هذه هي الفطرة
التي خلق الله عليها المرأة ..
ومن بعدها .. لم يقع بيننا مشكلة واحدة .. والحمد لله ..
ثم واصلت سارة قائلة : لذلك .. أريج .. فرض الله على المرأة الحجاب لأنه خالقها والأعلم بها ..
سارة : صحيح .. لذلك ما شرع الله تعالى شيئاً إلا لحكمة يعلمها ..

* * * * * * * * * * * *

حمي الوطيس !!
أريج : أعلم أن العلماء اختلفوا في مقدار الحجاب الواجب على المرأة .. لكن ماذا لو أن المرأة سترت جميع جسدها وأخرجت وجهها وكفيها ؟!
سارة : يبدو أن نقاشنا سيكون حامياً الآن .. لأن هذه النقطة هي التي جلست معك لأجلها ..
أريج : نعم حمي الوطيس .. ولكن لا بأس .. ثقي تماماً أني أطلب الحق وأحرص على طاعة ربي .. فأقنعيني بالأدلة الشرعية ..
سارة : الحكم الذي دلت عليه الأدلة المتعددة من القرآن والسنة ..
ودل عليه الإجماع العملي من نساء المؤمنين من عصر النبي  ..
ودل على هذا الحكم أيضاً عمل النساء في عصر الخلافة الراشدة ..
وعملت النساء أيضاً بهذا الحكم خلال القرون المفضلة .. وهي الـ300سنة الأولى من تاريخ الإسلام ..
بل .. واستمر العمل بهذا الحكم إلى انحلال الدولة الإسلامية وانقسامها إلى دويلات في منتصف القرن الرابع عشر الهجري .. و ..
أريج : عذراً !! أي حكم !!
سارة : وجوب تغطية المرأة لوجهها ..!! نعم .. ولم يعرف اشتهار كشف المرأة لوجهها إلا في السنين المتأخرة !!
أريج : هذا غريب ..!! أنت متأكدة ؟
سارة : سأثبت لك ذلك ..
أما أن كشف الوجه لم يكن موجوداً أبداً .. وكان المعروف من نساء المسلمين ستر وجوههن .. فهذا كلام أكثر العلماء ..
وأنا لا أحفظ ذلك الآن .. لكنه موجود في مطوية صغيرة مختصرة تحمل توجيهات
للمرأة .. كنت قد أحضرت منها مجموعة لأمي لتوزعها على الممرضات ..
انتظري قليلاً لعلي أن أجد منها نسخة ..
غابت سارة قليلاً ثم عادت ومعها الورقة التي تريد ..
جلست ثم بدأت تقلب نظرها في التوجيهات لتختار الخاص منها بالحجاب ..
ثم بدأت تقرأ :
التوجيه الثالث :
تساهل بعض الأخوات بكشف الوجه .. مع أن المسلمات طوال العصور لم يزل عملهن
على تغطية الوجه .. ولقد ذكر ذلك العلماء المتقدمون والمتأخرون ..
قال الحافظ ابن حجر ( توفي سنة 852هـ) : "لم تزل عادة النساء قديمًا
وحديثاً يسترن وجوههن عن الأجانب " .. وقال أبو حامد الغزَّاليُّ : " لم
يزل الرجال على مرِّ الزمان مكشوفي الوجوه ، والنِّساء يخرجن منتقبات (
فتح الباري 9/337) .
وقال الإمام المفسر السيوطي المصري ( المتوفى سنة 911هـ ) عند تفسيره
لقوله تعالى : ( يدنين عليهن من جلابيبهن ) : " هذه آية الحجاب في حق سائر
النساء ، ففيها وجوب ستر الرأس والوجه عليهن " ..
ومما يؤكد هذا أنك لا تجد مسألة كشف الوجه من عدمه قد أخذت حيزًا كبيرًا
في مصنفات العلماء السابقين ، ولم تستغرق جهدهم ووقتهم ، بل لا يكاد يوجد
مصنّف خاص بهذه المسألة ؛ مما يدل دلالة واضحة أن كشف الوجه لم يكن
معروفاً عندهم وبالتالي ما احتاج العلماء أن يؤلفوا في الرد على من يفتي
بجواز كشف الوجه ..
وتغطية المرأة لوجهها عمل تتوارثه الأجيال .. بل حتى الصور( الفوتغرافية )
التي التقطت قديماً لديار المسلمين المختلفة ( تركيا ، مصر ، تونس ، الشام
، .. الخ ) تؤكد أن المرأة المسلمة كانت تغطي وجهها ..
كما في كتاب "مكتب عنبر" للقاسمي ، وكتاب "الطاهر الحداد ومسألة الحداثة" لأحمد خالد ، وأي كتاب يتحدث عن ثورة 1919 المصرية ..
التوجيه الرابع .. أن ..
قالت أريج : يكفي .. سارة .. والله كلام مقنع .. ولكن يمكن قصدهم بالحجاب غير الذي عندنا ..
سارة : لاااااا .. الحجاب الشرعي صفته وشروطه معروفة ..
وحجاب المرأة شرعاً هو : ستر المرأة جميع بدنها وعدم إبداء زينتها أمام الأجانب عنها.. كما قال تعالى : " ولا يبدين زينتهن " ..
أريج : أنا لا أعارضك في هذا .. ولكن الله تعالى لما نهى عن إظهار الزينة قال بعدها : " إلا ما ظهر منها " .. يعني الوجه والكفين ..
سارة : لا .. ليس الوجه والكفان .. بل المستثنى في قوله تعالى: " إلا ما
ظهر منها " هو الزينة التي تظهر من نفسها .. كطول المرأة وقصرها ..
ونحافتها أو سمنها ..
وكذلك "ما ظهر منها " من غير قصد .. كما لو أزاحت الريح العباءة عما تحتها
من اللباس أو البدن .. فظهر شيء من زينتها اضطراراً لا اختياراً ..
لذلك قال الله " إلا

لذلك قال الله " إلا ما ظهر منها " ولم يقل : إلا ما أظهرت ..
فقوله : إلا ما ظهر : أي لم تتعمد المرأة إخراجه .. ولم تقصد .. وإنما ظهر من قبل نفسه لا بفعلها هي ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جنه القلب
الاداره
الاداره
جنه القلب


عدد المساهمات : 362
تاريخ التسجيل : 18/12/2010
الموقع : الاسكندريه ارض العشق والجمال

صرخه في مطعم الجامعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: صرخه في مطعم الجامعه   صرخه في مطعم الجامعه Emptyالثلاثاء ديسمبر 28, 2010 3:41 am

في مطعم الجامعة
كان المطعم كبيراً يحتوي على طاولات دائرية .. تكفي كل واحدة لجلوس أربع
طالبات .. لكن الزحام فيه كان شديداً بسبب معرض الكتاب .. إضافة إلى وجود
بعض الأطفال الصغار مع أمهاتهم ..
جعلت الثلاث يبحثن عن مكان مناسب بعيد عن الإزعاج .. حتى رأت مها طاولة في
الزاوية اليسرى بعيدة عن الناس .. فأشارت إليها .. فتوجهت الثلاث وجلسن
عليها ..
أخرجت سارة كتاب الحجاب وبدأت تتصفحه وتختار منه بعض المواضع لقراءته ..
يبدو أن سارة نسيت نفسها .. وبدأت تقرأ بعض الصفحات ..
قالت أريج : ما رأيك أن تقرئي علينا الفهرس .. ونختار منه ما يهمنا ..
بدأت سارة تقرأ الفهرس ..
ص3 المقدمة ..
ص6 أهمية الحجاب ..
ص11 لماذا فرض الحجاب ..
ص15 الأدلة من القرآن والسنة على وجوب تغطية المرأة لوجهها ..
ص31 إجماع الأئمة الأربعة على وجوب تغطية الوجه ..
ص37 أقوال العلماء من شتى الأقطار بوجوب تغطية المرأة لوجهها ..
ص43 قصة نزع الحجاب ..
ص46 أدلة ثلاثة استدل بها القائلون بجواز كشف الوجه .. والرد عليها ..
وراحت سارة تقرأ عليهما بقية الفهرس ..
صرخت أريج بحماس : ممتااااز .. كتاب راااائع .. لكن .. كم بقي ويقفل المعرض ..
قالت مها : باقي كثييييير .. ثلاث ساعات ..
قالت سارة : أنا لا أستطيع الانتظار حتى يقفل المعرض .. فأبي سيأتي لأخذي
بعد المغرب .. ولكن لا يزال معنا وقت .. هاه .. ماذا نختار لنبدأ بقراءته
.. أقرأ المقدمة ؟؟
قالت مها : لا .. أرجوك لا أحب قراءة المقدمات .. دائماً تكون روتينية ومملة ..
أريج : لا أقدم على كلام الله ورسوله  شيئاً .. نبدأ بالأدلة من القرآن والسنة ..
فتحت سارة ص15 وبدأت تقرأ ..

أدلة القرآن والسنة على وجوب تغطية الوجه
الدليل الأول :
آية الحجاب الآمرة بإدناء الجلابيب على الوجوه ..
قال الله تعالى :" يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين
عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين " [الأحزاب: 59] .
وهذه الآية ذكرت جميع النساء .. زوجات النبي  وبناته .. ونساء المؤمنين ..
وهي صريحة في وجوب ستر الوجه على جميع نساء المؤمنين .. ويسترن جميع
الزينة عن الرجال الأجانب عنهن .. وفي هذا تمييز لهن عن اللائي يكشفن من
نساء الجاهلية .. حتى لا يتعرضن للأذى ولا يطمع فيهن طامع ..
والجلباب هو اللباس الواسع الذي يغطي جميع البدن .. وهو بمعنىالعباءة ،
فتلبسه المرأة من أعلى رأسها مُدنية له - أي مرخية له - على وجهها وسائر
جسدها .. ممتداً إلى الأسفل حتى يستر قدميها ..
وستر الجلباب للوجه وجميع البدن هو الذي فهمه نساء الصحابة  وذلك فيما
أخرجه عبد الرزاق عن أم سلمة  قالت : لما نزلت هذه الآية " يدنين عليهن
من جلابيبهن" خرجت نساء الأنصار كأن على رءوسهن الغربان من السكينة ،
وعليهن أكسية سود يلبسنها ..

الدليل الثاني :
قالت عائشة  كما عند أبي داود :
والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار .. أشدَّ تصديقاً بكتاب الله .. ولا إيماناً بالتنزيل ..
لقد أنزل في سورة النور قوله تعالى في الأمر بحجاب المؤمنات  ولا يبدين
زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن  ..
فسمعها الرجال من رسول الله  .. ثم انقلبوا إليهن .. يتلون عليهن ما أنزل
الله إليهم فيها
.. يتلو الرجل على امرأته .. وابنته .. وأخته .. وعلى كل ذات قرابته ..
فما منهن امرأة إلا قامت إلى مِرطها - وهو كساء من قماش تلبسه النساء - .. فاعتجرت به .. - لفته على رأسها - ..
وقامت بعضهن إلى أزرهن فشققنها واختمرن بها ..
أي الفقيرة التي لم تجد قماشاً تستر به وجهها .. أخذت إزارها وهو ما يلبس من البطن إلى القدمين ثم شقت منه قطعة غطت بها وجهها ..
تصديقاً وإيماناً بما أنزل الله في كتابه ..
قالت عائشة : فأصبحن وراء رسول الله معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان ..
الدليل الثالث :
وعن أم عطية  قالت :
أنها أخبرت أن رسول الله  أمر النساء بالخروج لصلاة العيد .. فقيل له :
يا رسول الله! إحدانا لا يكون لها جلباب ؟
فقال : لتلبسها أختها من جلبابها ) متفق عليه .
وهذا صريح في منع المرأة من بروزها أمام الأجانب عنها بدون الجلباب ..
الدليل الرابع :
قوله تعالى : " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم " .. [النور: 30] .
ولا يرتاب عاقل أن كشف المرأة وجهها هو إغراء للرجال بالنظر إليه .. ولهذا
قال تعالى في الآية التي بعدها "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن
فروجهن ولا يبدن زينتهن " [النور:31] ... أي لا تبدي المرأة زينتها
ليستطيع الرجل أن يغض بصره ..
الدليل الخامس :
قوله تعالى :" ولا يضربن بأرجلهن لـيُعلم ما يخفين من زينتهن" ..
يعني يحرم على المرأة إذا مشت وهي لابسة خلاخل في قدميها .. والخلخال :
نوع من الحلي كالأساور يلبس في القدمين ويكون فيه قطع من ذهب أو نحاس ..
فإذا مشت المرأة بسرعة ظهر لهذه الحلي صوت ..
فنهى الله تعالى المرأة إذا مشت عن الضرب بالأرجل .. حتى لا يسمع الرجال
صوت الخلاخل فيفتنون .. فإذا كان هذا حراماً .. فما بالك بكشف الوجه ..
ونظر الرجل إلى شفتي المرأة وخديها ووجنتيها وعينيها .. يعني سيفتن بصوت
الخلخال .. ولن يفتن بهذه المحاسن .. إن هذا لشيء عجاب !!
الدليل السادس :
أن الله تعالى رخص للمرأة العجوز الكبيرة الطاعنة في السن .. رخص لها في
أن أن تضع ثيابها أي تكشف حجابها وتتخفف من الخمار والجلباب .. ثم بين لها
أنها إن احتجبت فهو خير لها .. مع أنها لا ترجو نكاحاً أي لا فتنة ولا
جاذبية فيها ..
قال تعالى : " والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً فليس عليهن جناح
أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن " [النور: 60] .
الدليل السابع :
"وإذا سألتموهن متاعا فسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن " ..
وهذا نص صريح في وجوب تغطية الوجه ..
يعني تعالى : وإذا سألتم أزواج رسول الله  ( ونساء المؤمنين اللواتي لسن
لكم بأزواج ) متاعاً ( أي حاجة ) " فاسألوهن من وراء حجاب " .. يعني : من
وراء ستر بينكم وبينهن .. ولا تدخلوا عليهن بيوتهن ..
لماذا يا رب ؟
"ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن " يعني :
محادثتكم للنساء من وراء حجاب .. من غير أن ترونهن .. هو أطهر لقلوبكم
وقلوبهن حتى لا تؤثر نظرة العين في القلب .. ولا يقع في قلب الرجل أو قلب
المرأة .. استملاح أو إعجاب .. بل يبقى القلب طاهراً .. لأن الرجل يكلم
المرأة من وراء حجاب .. فلا يكون للشيطان عليهما سبيل ..
الدليل الثامن :
قال تعالى : " وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى" [الأحزاب: 33] .
فنهى الله تعالى المؤمنات أن يتساهلن بإخراج الزينة والتبرج .. كما كانت
تفعل النساء في الجاهلية الأولى .. ففي ذلك المجتمع العربي الأصيل الذي
كان الرجال فيه شديدو الغيرة وقد تقوم الحرب بين قبيلتين لو اكتشف رجل أن
رجلاً غازل امرأته أو تعرض لها ..
ففي ذلك المجتمع الجاهلي المتشدد ماذا تتوقعين أن المرأة كانت تخرج من
جسدها وهي تمشي بين الرجال ؟! الفخذين ؟ الصدر ؟ الكتفين ؟ الظهر ؟ الشعر
المسدول الذي تلعب به الريح فيزداد إغراء ؟
هاه !! ماذا تتوقعين ؟!! لا شك أنها كانت تخرج وجهها .. وفي الغالب أنه
يخرج معه شيء من شعرها .. وإن كانت أكثرهن تغطي وجهها كما يتبين ذلك من
خلال أشعارهم ..
فنادى الله تعالى جميع المسلمات فقال : " ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى " .. أي انتبهي أن تكوني مثلها ..
كانت سارة تقرأ منهمكة متحمسة .. وأريج ومها ترددان : رائع .. ممتاز ..
الحمد لله .. وهن في منتهى التسليم لأمر الله تعالى .. فالعبد وما يملك
لسيده .. فما دمنا آمنا بربنا خالقاً ومشرعاً وملكاً علينا يحكمنا بما
يشاء .. فيجب علينا الطاعة والتسليم لأمره ..
شعرت سارة أن أريج سرحت بفكرها بعيداً .. ففاجأتها قائلة : مفهووووم ..
فابتسمت أريج وقالت : مفهوم يا أستاذة ..
سارة : هاه .. نكمل ..
كانت مها أكثر انسجاماً .. فبادرت قائلة : إي والله .. أكملي .. أكملي ..
حولت سارة نظرها إلى كتابها وجعلت تقرأ :
الدليل التاسع :
معلوم أن المرأة إذا أحرمت بالحج والعمرة .. فإنها تكشف وجهها .. كما أن
الرجل إذا أحرم يكشف وجهه .. فكانت الصحابيات في الحج والعمرة يكشفن
وجوههن إذا كن في وسط الخيام .. أو إذا كانت الواحدة منهن جالسة مع زوجها
أو محارمها ..
أما إذا مر بها رجال أجانب .. فماذا تفعل .. استمعي لأمك وهي تحكي حالهن :
عن أم المؤمنين عائشة  قالت :
كان الركبان - تعني الحجاج - يمرون بنا ونحن مع رسول الله  محرمات ..
فإذا حاذَوا بنا سَدَلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها ..
فإذا جاوزونا كشفناه .رواه أحمد، وأبو داود .
فهذا بيان من عائشة  لحال الصحابيات المحرمات .. أنهن إذا مر بهن الرجال
غطين وجوههن .. مع أن المرأة ممنوعة من تغطية وجهها وهي محرمة .. إذن
لماذا يغطين وهن محرمات ؟!! لأنهن يعلمن أن تغطية الوجه أمام الرجال
الأجانب أهم وأوجب ..
الدليل العاشر :
عن أسماء بنت أبي بكر  قالت : كنا نغطي وجوهنا من الرجال .. وكنا نمتشط
قبل ذلك في الإحرام .. رواه ابن خزيمة، والحاكم، وقال : صحيح على شرطهما ،
ووافقه الذهبي ..
الدليل الحادي عشر :
في قصة حادثة الإفك .. لما خرجت عائشة  مع رسول الله  في غزوة .. وفي
طريق عودتهم إلى المدينة .. ذهبت عائشة لتقضي حاجتها فتأخرت .. فلما رجعت
فإذا الجيش قد ارتحل عنها .. قالت عائشة :
. فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب .. قد انطلق الناس ..
فتيممت منزلي الذي كنت فيه وظننت أن القوم سيفقدوني فيرجعون إلي ..
فتلففت بجلبابي .. وجلست .. فغلبتني عيني فنمت ..
فوالله إني لمضطجعة إذ مرَّ بي صفوان بن المعطل .. وهو أحد الصحابة كان قد تأخر عن الجيش لبعض حاجاته ..
فرأى سواد إنسان نائم .. فأتاني فعرفني حين رآني .. وقد كان يراني قبل أن يضرب الحجاب علينا ..
فلما رآني قال : إنا لله وإنا إليه راجعون .. ظعينة رسول الله  ؟
فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني .. فخمرت وجهي بجلبابي ..
ووالله ما كلمني كلمة.. ولا سمعت منه غير استرجاعه..
حتى قرب راحلته إليَّ.. فأناخها.. فركبت.. وأخذ برأس البعير فانطلق سريعاً يطلب الناس.. الحديث ..
الدليل الثاني عشر :
وعن عائشة  قالت :
كانت نساء المؤمنات يشهدن مع رسول الله  صلاة الفجر متلفعات بمروطهن .. -
أي متسترات غاية الستستر - ثم ينقلبن – أي يرجعن - إلى بيوتهن حين يقضين
الصلاة لا يعرفهن أحد من الغلس ) . متفق على صحته .
الدليل الثالث عشر :
أنه  لما قال :
( من جرَّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة ) .. أي لا يجوز تطويل الثياب عن الكعبين ...
فظنت أم سلمة أن تحريم إسبال الثياب تحت الكعبين عام في الرجال والنساء ..
وكانت النساء تطولن ثيابهن لتستر أقدامهن .. وكانت أكثرهن فقيرات لا يجدن
جوارب يلبسنها ..
فقالت : فكيف تصنع النساء بذيولهن أي بما يسحب على الأرض من ثيابهن ؟
فقال : ( يرخين شبراً ) ..
فقالت : إذاً تنكشف أقدامهن ..
قال : ( يرخينه ذراعاً لا يزدن عليه ) ..رواه أحمد وغيره .
فإذا كانت المرأة منهية عن كشف قدميها لئلا يرى الرجل جمال القدمين فيعجب بها .. أو يقع في قلبه عشقها ..
آآآآه فما بالك لو أنها كشفت وجهها !!!
الدليل الرابع عشر :
قوله  : لا تنتقب المحرمة ولا تلبس القفازين " رواه البخاري ..
فمنع  المرأة إذا أحرمت من أن تلبس ما جرت عادتها بلبسه في غير الإحرام ..
كما منع الرجل عن لبس القميص .. والعمامة .. لأنه يلبسهما في غير الإحرام ..
فدل ذلك أن عادة النساء في عهده  كن ينتقبن .. أي يسترن وجوههن ولا يخرجن إلا العينين ..
الدليل الخامس عشر :
قوله  : " لا تباشر المرأةُ المرأةَ فتنعتها لزوجها حتى كأنه ينظر غليها " رواه البخاري ..
وفي هذا دليل على أن النساء إذا خرجن يكن مغطيات وجوههن بحيث لا يستطيع
الرجل أن يعرف وصف المرأة ومعالم وجهها إلا بسؤال امرأته أو سؤال من ينظر
إليها من النساء ..
ولو كانت النساء في عهده  يمشين في الشوارع كاشفات عن وجوههن لما احتاجت
المرأة أن تصف المرأة للرجل ما دام قادراً على أن ينظر إليها في الطريق
إذا شاء ..
الدليل السادس عشر :
عن المغيرة بن شعبة  .. قال :
خطبت امرأة فذكرتها لرسول الله  ..
فقال لي : هل نظرت إليها ؟
قلت : لا .. قال : فانظر إليها ، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ..
فأتيتها وعندها أبواها وهي في خدرها ..
فقلت : إن رسول الله  أمرني أن أنظر إليها ..
فسكتا .. فرفعت الجارية جانب الخدر فقالت : أُحَرِّجُ عليك – أي أقسم عليك
- إن كان رسول الله  أمرك أن تنظر إليَّ لما نظرت .. وإن كان رسول الله 
لم يأمرك أن تنظر إلي فلا تنظر ..
فنظرت إليها .. ثم تزوجتها .. قال فما وقعت عندي امرأة بمنزلتها ..
والشاهد .. لو كانت النساء عندهم يمشين مكشوفات الوجوه لقعد لها في الطريق ونظر إليها .. وانتهينا ..
ولما تكلف المغيرة أن يذهب إلى أهلها .. ويحرجهم .. ويطلب أن ينظر إليها
.. ويقسم لهم أن رسول الله  أمره بذلك .. ولو كانت الفتاة الكل يرى وجهها
لما كانت تسمح له أن يرى وجهها وهي على قمة الحياء والخجل ..
كانت عينا سارة مركزة على الكتاب تقرأ .. ويبدو أن هذا الحديث أثر في مها كثيراً .. فكتمت عبراتها .. ثم انفجرت باكية ..
رفعت سارة رأسها .. والتفت أريج :.. مها .. لماذا تبكين ..
فركت مها عينيها وقالت : لا شيء .. لا شيء .. لكن الله يرحم حالنا .. هذي
صحابية .. وتقسم على الصحابي أن لا يرى وجهها إلا إن كان الرسول  أذن له
بذلك .. وأنا ألبس أحسن اللبس وأدور في السوق والمستشفى .. !! بالله ماذا
استفدت !!
تلك الصحابية تنتفض أن يراها للحظة واحدة صحابي جليل عابد صالح .. جاء
خاطباً .. وأنا ألبس هذه العباءات المتبرجة .. وتحتها ما الله به عليم من
الزينة .. ولا أخجل ..
تأثرت مها .. أكثر .. وجعلت تتذكر نظرات الرجال إليها .. وتغطي وجهها بيديها باكية ..
هدأت سارة من بكائها .. وشكرتها على تأثرها .. وقالت : مها .. أنت إن شاء
الله مقبلة على خير .. وقد حباك الله بنعم لا بد أن تطيعيه بها .. وأول
ذلك التزام أوامره بالحجاب والمسابقة إلى الخيرات ..
نعم .. مِن شكر الله تعالى على نعمه عليك أن تطيعيه بها .. فاشكري نعمة الصحة والسمع والبصر .. حتى يحبك الله ويحسن خاتمتك ..
أذكر أن امرأة صالحة .. مرت عليها خمسون عاماً وهي بكماء لا تتكلم .. لكنها كانت صائمة قائمة ..
كانت تصلي الليل .. ولا يسمع لها زوجها حساً .. لأنها بكماء ..
في ليلة من الليالي استيقظت المرأة وبدأت تصلي بصوت مسموع ..
فاستيقظ زوجها مستغرباً يفرك عينيه .. فرحاً مستبشراً ..
وجعل يرهف سمعه لها .. وهي تناجي ربها ..
ثم سمعها تنطق بالشهادتين نطقاً واضحاً صحيحاً ..
ثم تضرعت إلى الله عز وجل بالدعاء ..
ثم ماتت على سجادتها ..
بالله عليك ألا تتمنين هذه الخاتمة ..
بدا التأثر واضحاً على مها وأريج ..
ساد الهدوء المكان قليلاً ..
ثم رفعت أريج رأسها إلى سارة وقالت : طيب واصلي القراءة يا سارة ..
واصلت سارة القراءة ..
الدليل السابع عشر :
عن جابر بن عبد الله  قال :
سمعت رسول الله  يقول :
" ثم إذا خطب أحدكم المرأة فقدر على أن يرى منها ما يعجبه ويدعوه إليها فليفعل "
قال جابر : فلقد خطبت امرأة من بني سلمة .. فكنت أتخبأ في أصول النخل حتى رأيت منها بعض ما أعجبني فتزوجتها ..
فلو كانت هذه المخطوبة تمشي مكشوفة الوجه .. لما احتاج جابر أن يختبأ لها
في النخل ليراها .. بل كان يقعد لها في الطريق بكل سهولة وينظر إليها ..
التفتت سارة فجأة إلى مها وقالت مازحة :
لا تعملي لنا قضية مثل قبل قليل .. إذا ناوية تبكي اطلعي برا !!
كتمت أريج ضحكتها ..
تبسمت مها وقالت : طيب يا أستاذة !! واصلي القراءة ..
ضحكت سارة .. وأكملت القراءة ..
الدليل الثامن عشر :
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال :
قبرنا مع رسول الله  رجلاً فلما رجعنا وحاذينا بابه ..
إذ هو بامرأة لا نظنه عرفها .. فنظر إليها النبي  ..
فقال : يا فاطمة .. من أين جئت ؟!
قالت : جئت من آل الميت رحمت إليهم ميتهم وعزيتهم .. الحديث رواه أحمد والحاكم وقال صحيح على شرطهما .
فقد ظن الصحابة أن النبي  لم يعرف هذه المرأة التي مرت من عنده لأنها
كانت مستترة تماماً .. ولكنه عرفها من مشيتها وجسمها لأنها ابنته ..
فلو كانت فاطمة  كاشفة وجهها لما وقع عندهم تردد هل يمكن أن يعرفها أم لا ..
الدليل التاسع عشر :
وقال الإمام مسلم في صحيحه :
باب ندب النظر إلى وجه المرأة وكفيها لمن يريد تزوجها :
عن أبي هريرة  قال :
كنت عند النبي  فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار ..
فقال له رسول الله  : أنظرت إليها ؟
قال : لا .. قال : فاذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئا ( يعني صغراً ) ..
فبادرت أريج قائلة : لعله أراد أن ينظر إلى غير الوجه والكفين .. كما ينظر الخاطب إلى من يخطبها ..
فقالت سارة : لا .. لأنه  قال له : انظر إلى عينيها .. فأين العينان ؟!
في الشعر ؟!! في الرقبة ؟!! العينان في الوجه فهو يأمره  أن ينظر إلى
وجهها ..
الدليل العشرون :
دليل من العقل ، وهو : إنَّ المنصف يعلم أنَّه يبعد كل البعد أن يأذن الشرع للمرأة بالكشف عن وجهها أمام الرِّجال الأجانب ..
مع أنَّ الوجه هو أصل الجمال .. ومجمع الحسن .. خاصة إن كانت المرأة جميلة ..
ونظر الرجل إليه هو أعظم مثير للغرائز البشريَّة .. وداع إلى الفتنة .. والوقوع فيما لا ينبغي ..
* * * * * * * * * * * *
بانتهاء قراءة هذا الدليل رفعت سارة بصرها وقالت :
انتهت الأدلة التي ذكرها صاحب الكتاب ..
وعموماً أنا لا أدري كيف يمكن أن نقول للمرأة استري رجليك وأذنيك وذراعيك ورقبتك .. حتى لا يفتن الرجال بالنظر إليها ..
ثم نفتي لها بإخراج وجهها .. وما فيه من جمال الشفتين .. ونعومة الخدين .. وسحر العينين ..
يعني الرجل سيفتن بالنظر إلى قدمي .. ولن يفتن بالنظر إلى وجهي .. إن هذا لشيء عجاب ..
فقالت أريج : صحيح والله .. هل تصدقين يا سارة – وهذه مها تشهد – أني مع
لبسي للعباءة الساترة أكشف وجهي – مع الأسف - ولا أضع أي نوع من الماكياج
.. ومع ذلك أقول لك بكل صراحة : ما تكلمت مع رجل في سوق أو مستشفى أو سائق
سيارة أجرة .. إلا ولاحظت أنه يحد النظر إلى وجهي .. وأحياناً ينزل عينيه
فيركزهما على شفتي .. وتارة يتبسم .. ويحاول إطالة الحديث ..
جعلت مها تهز رأسها وتقول : صحيح .. صحيح .. الله يهديك !!
فالتفتت إليها أريج غاضبة وقالت : صحيح .. الله يهديني !! يعني مسرورة
بكلامي !!والله الذي يسمعك يظن أنك أستر الناس .. قومي انظري إلى نفسك في
المرآة ..
فزعت مها وقالت : ما أقصد والله .. أريج ..
شعرت سارة أن الأختين ستتشابكان الأيدي .. فهدأت منهما وقالت : ما رأيكما
أن نقرأ كلام الفقهاء الأربعة .. أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد ..
حتى لا نصدق من يقول : الأئمة الأربعة يفتون بجواز كشف الوجه ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جنه القلب
الاداره
الاداره
جنه القلب


عدد المساهمات : 362
تاريخ التسجيل : 18/12/2010
الموقع : الاسكندريه ارض العشق والجمال

صرخه في مطعم الجامعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: صرخه في مطعم الجامعه   صرخه في مطعم الجامعه Emptyالثلاثاء ديسمبر 28, 2010 3:43 am

القرار الشجاع
انتهزت سارة فرصة تأثر أريج ومها .. وقالت :
الناس الأقوياء فقط هم الذين يستطيعون اتخاذ القرار الشجاع بتغيير طباعهم وتصرفاتهم إلى الأحسن والأصوب ..
كم من أخواتنا المؤمنات اقتنعت بوجوب تغطية الوجه .. أو على الأقل اقتنعت
بأن الأفضل تغطيته .. وتتمنى أن تغطي وجهها .. وإذا رأت مسلمة قد غطت
وجهها تمنت لو تحذو حذوها .. ومع ذلك تمر عليها الشهور .. وربما السنوات
دون أن تتخذ القرار الشجاع بالطاعة والاتباع ..
يقول الله تعالى :" وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى
اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ
أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا
مُّبِينًا "..[الأحزاب: 36] .
لاحظي قوله :" وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ " .. أي الخطاب
عام للرجال والنساء .. نهاهم الله تعالى جميعاً أن يكون لهم اختيار آخر مع
اختياره ..
فليست أوامر الله مبنية على الاختيار والتشهي .. وتغطية الوجه والتزام
الحجاب ليس سنة من السنن كصلاة الضحى والصدقة إن شئت أن تفعليها أو
تتركيها .. لا .. بل هي فريضة فرضها الله تعالى على المسلمات .. وسوف
يسألك الله عنها ..
أريج .. مها .. والله إني لكما ناصحة ..
الحجاب فيه حِرَاسةٌ شرعية للأعراض وزجر للمتلاعبين .. وفيه طهارة لقلوب
المؤمنين والمؤمنات "ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن" .. وهو يزيد المرأة حياء
وخجلاً واحتشاماً .. والحجاب يقطع الخواطر الشيطانية ، ويكف الأعين
الخائنة ..
أريج .. مها .. الكون كله يتحجب !!
الكرة الارضية عليها غلاف ..
والثمار الندية عليها حجاب ..
والسيف : يحفظ داخل غمده ..
والقلم بدون غطاء يجف حبره وتنعدم فائدته ويُلقى تحت الأقدام لأنه فقد الغطاء ..
ترى.. لماذا تغلف بناتنا كتبهن ودفاترهن ؟ إلا لحمايتها ..
والمرأة زهرة جميلة الكل يشتهي أن يقطفها .. فلا بد أن نحميها بحجاب ..
والتفاحة لو نزعت قشرتها وتركتها فسدت ..
والموز لو نزعت قشره انقلب أسود ..
وعين الإنسان لما كانت غالية جعل عليها حجاب ..
ألا .. فكوني بطلة وتحجبي فإن الكون كله يتحجب ..
كانت مها متأثرة كثيراً بما تسمع .. وتذكرت قصة الفتاة الأمريكية التي
قرأت قصتها يوماً في أحد مواقع الإنترنت .. فقالت : سارة .. والله إن
الحجاب عِزة وشرف .. وربما دخل بعض الكفار في الإسلام بسبب الحجاب !!
تعجبت سارة .. وقالت : يدخلون في الإسلام بسبب الحجاب !! كيف ؟
قالت مها : نعم .. قرأت في أحد مواقع الانترنت أن فتاة لتمسكها بحجابها أسلم على يدها 7 أشخاص ..!!
هي طالبة أمريكية متمسكة بحجابها معتزة بدينها أسلم بسببها 3 من الدكاترة
في الجامعة وأربعة من الطلبة .. لما أسلم أحد الدكاترة بدأ يذكر قصته
ويقول :
قبل أربع سنوات ثارت عندنا زوبعة كبيرة في الجامعة وذلك لما حيث التحقت
بالجامعة طالبة مسلمة أمريكية وكانت متحجبة .. وكان أحد الأساتذة من
معلميها متعصباً لدينه يبغض الإسلام ..
كان يكره كل من لا يهاجم الإسلام فكيف بمن يعتنق الإسلام ؟!!
كان يبحث عن أي فرصة لاستثارة هذه الطالبة الضعيفة .. لكنها كانت قوية
بإيمانها فكان ينال من الإسلام أمام الطلاب والطالبات .. وكانت تقابل شدته
بالهدوء والصبر والاحتساب ..
ازداد غيظه وحنقه .. فبحث عن طريقة أخرى ماكرة ..
بدأ يترصد لها بالدرجات في مادته .. ويلقي المهام الصعبة عليها في البحوث .. ويشدد عليها بالنتائج ..
تحملت كثيراً .. ثم قدمت شكوى لمدير الجامعة للنظر في وضعها ..
فأجابت الجامعة طلبها وقررت أن يُعقد لقاء بين الطرفين مع جمع من الأساتذة لسماع وجهة نظر الفتاة مع المعلم ..
حضر أكثر الدكاترة لهذه المناظرة التي تعتبر الأولى من نوعها بالجامعة ..
بدأت الطالبة تذكر أن الأستاذ يبغض الإسلام ولأجل هذا فهو يظلمها ولا يعطيها حقوقها .. ثم ذكرت بعض الأمثلة ..
كان بعض الطلبة قد حضروا وشهدوا معها ضد الدكتور مع أنهم غير مسلمين ! ..
لم يجد الدكتور جواباً ففقد أعصابه وبدأ يسب الإسلام ويتهجم عليه ..
فقامت الفتاة تدافع عن دينها وتظهر محاسن الإسلام .. وكان لها أسلوب عجيب جذبت به الحاضرين ..
حتى بدؤوا يسألونها عن أمور تفصيلية في الإسلام فتجيب بسرعة بلا تردد ! ..
لما رأى الدكتور أن الجلسة تحولت إلى محاضرة عن الإسلام !! خرج من القاعة غاضباً ..
استمرت الفتاة تتكلم .. ثم فتحت حقيبتها وأهدت إليهم ورقتين مكتوب عليهما ( ماذا يعني لي الإسلام ؟ ) ..
بدؤوا يقرؤون .. والفتاة تواصل حديثها بحماس ..
بينت لهم أهمية الحجاب .. ثم تفرقوا .. وصارت قصتها وحجابها حديث الجامعة أياماً ..
جعل الطلاب والدكاترة يتناقلون أوراقها عن الإسلام ..
ولم تمض أشهر حتى دخل ثلاثة دكاترة وأربعة طلاب في الإسلام ..
كانت سارة وأريج مستمتعتان بالقصة كثيراً .. وهي ممتعة فعلاً ..
وكانت الأسئلة عند أريج لم تنته بعد .. خاصة بعدما رأت سارة متجاوبة معها ..

* * * * * * * * * * * *

من يرى الملكة ؟!
قالت أريج : سارة .. إذن من الذين يجوز أن أكشف وجهي وأخرج زينتي عندهم ..
سارة : هم المحارم فقط .. وهم الذين لا يجوز أن تتزوجيهم .. وهم اثنا عشر صنفاً .. ذكرهم الله في سورة النور فقال تعالى :
" ولا يبدين زينتهن إلا :
1. لبعولتهن ( الزوج ) ..
2. أو آبائهن ( الأب ) ..
3. أو آباء بعولتهن ( أبو الزوج ) ..
4. أو أبنائهن ( الأبناء ، سواء من النسب أو من الرضاعة ) ..
5. أو أبناء بعولتهن ( أبناء الزوج من امرأة أخرى إن كان عنده أكثر من زوجة ) ..
6. أو إخوانهن ( إخوان المرأة ، سواء الأشقاء أو الإخوان من الأب أو الإخوان من الأم ) ..
7. أو بني إخوانهن ( أبناء إخوانها الذين تكون هي عمتهم أخت أبيهم ) ..
8. أو بني أخواتهن (أبناء أخواتها الذين تكون هي خالتهم أخت أمهم ) ..
9. أو نسائهن ( النساء عموماً ) ..
10. أو ما ملكت أيمانهن ( العبد المملوك الرقيق ) ..
11. أو التابعين غير أولى الإربة من الرجال ( وهم فاقدو الإدراك الذين ليس عندهم شهوة للنساء ولا رغبة فيهن ) ..
12. أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء " ( الأطفال الصغار غير البالغين ) ..
* * * * * * * * * * * *
كانت مها وأريج تنصتان إلى سارة بإعجاب .. وهن في غاية التسليم لأمر الله
.. بل إن أريج جعلت تعدل من خمارها الذي تلفه على رأسها وتحاول أن تخرج
منه جزءاً تغطي به وجهها .. وهكذا فعلت ..
وهي تقول : من اليوم وصاعداً .. يا وجه لن يراك إلا المحارم ..
آآآآه .. ما أجمل طاعة الله ..
غابت الشمس .. وأذن لصلاة المغرب .. وقد أمضت الفتيات ثلاث ساعات في حديثهن ..
وكان وقت المعرض يشارف على نهايته .. والفراق قد حان .. لكن فصلاً مهماً من هذا الكتاب كان لا بد من قراءته ..
قالت سارة : أريج .. مها .. هل أنتما مستعجلتان ؟! .. بقي معنا فصل في هذا
الكتاب حول أدلة من يجيزون كشف الوجه والرد عليهم .. أتمنى أن أقرأه معكما
.. حتى لو ناقشكما أحد حول تغطية الوجه تكونان على معرفة بالأدلة .. هاه
ما رأيكما ؟
قالت أريج : رائع .. لكن يبدو أنه سيكون بعد صلاة المغرب ..
قامت الفتيات يصلين المغرب بكل سكينة ..
وبعد الصلاة اتصلت سارة بأبيها وطلبت منه أن يتأخر عليها قليلاً ..
ثم عادت إلى صاحباتها وجلست معهن ..
فتحت سارة ص46 وقرأت العنوان :
ثلاثة أدلة استدل بها القائلون بجواز كشف الوجه ، والرد عليها
دليلهم الأول :
استدلوا بحديث سفعاء الخدين .. وهو ما رواه البخاري عن جابر  أن النبي 
توجه في آخر خطبة العيد للنساء .. ثم أمر النساء بالصدقة ..
قال جابر : فقامت امرأة من سطة النساء سفعاء الخدين فقالت : لم يارسول الله ؟ .. إلى آخر الحديث ..
والشاهد منه أنهم قالوا : سفعاء الخدين : أي في خديها تغير وسواد ..
قالوا : فمن أين عرف جابر – راوي الحديث – أنها سفعاء الخدين وعرف لون خديها .. إلا لأنها كانت كاشفة وجهها فرأى صفة خديها ..
والجواب عن استدلالهم به :
أولاً : قد روى القصة نفسها صحابة كثير غير جابر ، كلهم حضروا الصلاة
ورأوا المرأة ، ولم يذكر أحد منهم صفة خديها ، فروى القصة أيضاً أبو هريرة
وابن مسعود وابن عباس وابن عمر وأبو سعيد الخدري  ، فلعل جابراً كان يعرف
المرأة من قبل ورآها قبل الحجاب ، أو أن لفظة : سفعاء الخدين هي لقب
للمرأة ، لذلك لم يعرف عنها هذا الوصف إلا جابر ..
ففي رواية ابن مسعود قال .. فقالت امرأة ليست من علية النساء : وبم يا رسول الله .. ( رواه حمد والحاكم ) ..
وفي رواية ابن عمر قال : .. فقامت امرأة منهن جزلة ( قال النووي في شرحه :
جزلة بفتح الجيم : تامة الخلق ( أي قوية البدن ) وكلامها جزل أي شديد )
فقالت : ومالنا يا رسول الله ؟.. ( رواه مسلم ) .. فانظري كيف لما رأى
تكامل جسدها من بعيد وصفه فقال : جزلة ، ولم يذكر صفة وجهها ..
وفي رواية ابن عباس قال : فقالت امرأة واحدة لم يجبه غيرها منهن : نعم يا
نبي الله ، لا يدرى حينئذ من هي ، قال : فتصدقن .. ( متفق عليه ) ..
وفي رواية أبي هريرة قال : .. فقالت امرأة منهن : ولم ذلك يا رسول الله ؟ .. ( رواه مسلم ) ..
وفي رواية أبي سعيد الخدري  : ..فقلن : وبمَ يا رسول الله ؟ .. ( متفق عليه ) ..
فهؤلاء خمسة من الصحابة كلهم حضروا الحادثة غير جابر  ، ولم يذكر واحد
منهم صفة وجهها ، فلعل جابراً كما تقدم كان يعرف وصفها من قبل ، أو أنه
لمحها أول ما قامت وقد سقط خمارها عن وجهها .. أو غير ذلك ..
ثانياً : أن هذه المرأة إن كانت فعلاً كاشفة وجهها فقد تكون من القواعد من
النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً ، وذلك لأن الفتيات الشابات ليس عندهن من
الجرأة أن تقوم في محفل كبير كهذا وتتكلم بصوت عال يسمعه الرجال .. فلعلها
لكبر سنها رأت نفسها كالأم للجالسات فقامت تسأل ..
ثالثاً : أن قوله " من سطة النساء .. سفعاء الخدين " أي ليست من أعاليهن
نسباً ، وفي خديها سواد ، وهذا الوصف في الغالب ينطبق على الإماء
المملوكات ، وهن لا يجب عليهن تغطية وجوههن كوجوبه على الحرائر ..
رابعاً : أن هذا الحديث قد يكون قبل نزول فرض الحجاب ، فإن الحجاب فرض في
السنة الخامسة أو السادسة للهجرة ، وصلاة العيد فرضت في السنة الثانية
للهجرة ..
كانت سارة تقرأ بحماس ..
وكانت مها وأريج تستمعان بإعجاب ..
قال أريج : سبحان الله .. سارة .. لقد قرأت مقالاً في إحدى الجرائد يدعو
إلى كشف المرأة لوجهها .. ويستميت في سبيل نزع خمارها .. وكأن هزائم الأمة
كلها بسبب قطعة قماش جعلتها المرأة على وجهها ..
ما علينا .. المهم استدل بهذا الحديث على جواز كشف الوجه .. وبصراحة لما
قرأت الحديث .. وأنه رواه مسلم .. وقع في قلبي شك .. ولم أنتبه إلى أن هذا
الكاتب أغفل الروايات الأخرى واختار الرواية التي تؤيد مذهبه .. ولا حول
ولا قوة إلا بالله ..
قالت سارة : عفا الله عنا وعنه .. أحسني الظن به ، لعله ما اطلع على هذه
الروايات .. وليتك إن كنت تعرفين عنوانه أن تهديه نسخة من هذا الكتاب ..
فلعل الله تعالى أن ينفعه به ..
ثم نظرت سارة إلى ساعتها وقالت : طيب .. نكمل ؟
قالت أريج : نعم أكملي .. ولا تنظري إلى ساعتك لا يزال الوقت مبكراً ..
فتحت سارة ص48 وقرأت :
الدليل الثاني
قصة المرأة الخثعمية ..
روى البخاري عن عبد الله بن عباس  عن أخيه الفضل بن العباس قال :
" أردف رسول الله  الفضل بن عباس يوم النحر خلفه على عجز راحلته ، وكان
الفضل رجلاً وضيئاً ، فوقف النبي  للناس يفتيهم ، وأقبلت امرأة من خثعم
وضيئة تستفتي رسول الله  ، فطفق الفضل ينظر إليها ، وأعجبه حسنها ،
فالتفت النبي  والفضل ينظر إليها ، فأخلف بيده فأخذ بذقن الفضل فعدل وجهه
عن النظر إليها "..( أي أدار وجه الفضل عنها بيده الشريفة  ) .. متفق عليه
أولاً : ليس في الرواية التصريح بأن المرأة كانت كاشفة الوجه ..
وكلمة وضيئة : أي بيضاء .. جميلة .. حسناء .. جسمها حسن ..
وحتى تحكم لامرأة بالبياض والوضاءة ليس شرطاً أن تنظر إلى وجهها ، بل يكفي
أن يظهر لك شيء من يديها .. أو ترى أطراف قدميها .. فتعلم بياضها ونضارة
جلدها ..
فلا يصح أن نجزم فوراً أن المرأة كانت كاشفة وجهها ، ولو كانت كذلك لقال
الراوي : جاءت امرأة جميلة .. لكنه اكتفى بقوله وضيئة أي بيضاء ..
ثانياً : ذكر في الرواية أن الفضل لما رآها " أعجبه حسنها " ولم يقل :
أعجبه جمالها .. لأن الجمال يتعلق بالوجه والوجه كان مستوراً .. فرأى
الفضل جمال جسمها وتناسق قوامها فأعجبه حسنها .. وجعل يتأملها فصرف النبي
 بصره عنها ..
ثالثاً : نفرض أن المرأة كانت كاشفة وجهها - فعلاً - فلو كان كشف المرأة
عن وجهها جائزاً دائماً في الحج وغيره – كما يفتي بعضهم – لما صرف النبي 
وجه الفضل عن النظر إلى المرأة لأن الفضل لم يفعل حراماً ..
رابعاً : أنه جاء في رواية لعلي بن أبي طالب  قال : ولوى عنق الفضل ،
فقال له العباس : يا رسول الله ، لم لويت عنق ابن عمك ؟! فقال : رأيت
شاباً وشابة فلم آمن الشيطان عليهما .. رواه الترمذي .. فهو  لوى عنق
الفضل لا لأجل أن لا ينظر الفضل إليها ويرى حسن قوامها ويسمع جمال منطقها
، وإنما لأن الفضل أيضاً كان جميلاً فخشي النبي  أن تفتن به المرأة ,,
فأراد أن لا تنظر هي إليه ولا ينظر هو إليها .. فيسد الباب على الاثنين ..
كان الكلام مقنعاً فعلاً .. فلم يصرح في الحديث أنها كانت كاشفة الوجه ..
كانت أريج تستمع بتركيز شديد .. وكأنها ستدخل امتحاناً ..
فلما أنهت سارة القراءة .. قالت أريج : انتهت الردود ..!!
قالت سارة : نعم .. أربعة ردود كافية ..
قالت أريج : أنا عندي رد خامس استخرجته من هذا الحديث على من يقولون بجواز كشف المرأة وجهها دائماً ..
التفتت مها متعجبة .. وقالت : مااااا شاء الله .. عندك رد خامس .. والله وطلعت الثقافة !! ما هو الرد يا فضيلة الشيخة ؟!!
غضبت أريج وقالت : أنا جادة .. والله عندي رد خامس ..
قالت سارة : ما هو ؟
أريج : إذا كان الفضل بن العباس  هذا الصحابي الجليل وهو حاج أي بإحرامه
من غير زينة .. والمرأة صحابية كريمة وهي حاجة أيضاً أي بإحرامها من غير
زينة .. مع ما كان عليهما من العرق واتساخ الثياب .. وظهور الإرهاق على
الوجوه بسبب التعب وكثرة المشي .. والحر الشديد وعدم وجود مكيفات ولا أي
شيء من وسائل الراحة والتجمل .. ووجود رسول الله  معهما .. ومع ذلك لم
يستطع صرف بصره عن جمال هذه المرأة وهما حجاج في مكة .. !!! حتى صرفه رسول
الله  بيده .. !!
آآآآه .. يا للهول .. ما بالك بالله عليك بمن يقول يجوز للمرأة أن تكشف
وجهها بين زملائها في الشركة .. وتكشفه في السوق بين البائعين .. وتكشفه
في البيت أمام إخوان زوجها .. وبين أبناء عمها وخالها .. وتكشفه في
الطائرة .. وتكشفه في المستشفى ..
بالله عليك .. كم من نظرة إعجاب ستقع على هذا الوجه .. وكم من رجل متزوج
مستور سيقلب نظره في محاسن وجوه النساء .. فيقل إعجابه بزوجته ..
صرخت مها : راااائع .. ممتااااز ..
كان صوتها عالياً .. التفتت بعض النساء الذين في المطعم إليها .. شعرت مها بالإحراج .. فخفضت رأسها ..
ضربتها أريج برجلها وقالت : ابقي هادئة .. بلاش صراخ .. أدري أن كلامي
جميل .. وأنك لا يمكن أن تصلي لمستواي .. لكن لا تتحمسي كثيراً ..
كتمت سارة ضحكة كادت تدوّي بها .. وقالت : الله يزيدك علم يا أريج .. هاه بقي دليل .. نقرؤه أم ماذا ؟
قالت مها : اقرئيه .. اقرئيه .. يمكن صاحبة الفضيلة تخترع لنا كم رد !!
سكتت أريج .. نظرت إليها سارة متبسمة وقالت : لا تغضبي يا أريج .. كل ذي نعمة محسود .. والذي ما يطول العنب يقول حامض ..
تبسمت أريج .. وقالت : أكملي القراءة لنستفيد ..
فتحت سارة ص49 وقرأت :
دليلهم الثالث
ما رواه أبو داود :
عن خالد بن دريك عن عائشة  :
أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله  وعليها ثياب رقاق ، فأعرض عنها
رسول الله  وقال : يا أسماء ، إن المرأة إذ بلغت المحيض لم تصلح أن يري
منها إلا هذا وهذا ، وأشار إلى وجهه وكفيه " ..
وهذا الحديث ضعيف لا يصح الاحتجاج به ..
أولاً : قال أبو داود بعد روايته للحديث : هذا مرسل خالد بن دريك لم يدرك عائشة  ..
ثانياً : في سنده رجل اسمه : سعيد بن بشير أبو عبد الرحمن البصري وهو ضعيف لا يحتج برواياته للحديث .
ثالثاً : أن من بين رواته : قتادة ، والوليد بن مسلم ، وكلاهما يدلسان في الحديث ولا يثبت الحديث بروايتهما .
فهذه ثلاث علل تجعل الحديث ضعيفاً .. لا يصح الاحتجاج به ..
قرأت سارة هذه العلل .. ثم رفعت رأسها .. ونظرت إلى مها وتبسمت وقالت :
وعندي رد رابع على استدلالهم بهذا الحديث ..
تبسمت أريج .. وبقيت ساكتة ..
أما مها فقالت وهي تنظر بطرف عينها إلى أريج ..
أنت يا سارة لا أستغرب أن تستخرجي فوائد زائدة على ما يذكر صاحب الكتاب ..
أما التي تجلس عن يساري فوالله ما أدري الكلام الجميل الذي قالته قبل قليل
كيف خرج منها .. ياااا سبحان الله ..
قالت أريج : قولي : ما شاء الله .. لا تحسديني ..
قالت سارة : ما علينا .. أسمعا ردي الرابع ..
مما يدل أن هذا الحديث لا يثبت عن رسول الله  .. أنه لا يعقل أن يجلس
النبي  مع زوجته عائشة وتدخل عليه أسماء أخت زوجته وهي لابسة ثياباً
رقاقاً أي شفافة .. مع أنها أكبر من عائشة بعشر سنين .. ( كما في سير
أعلام النبلاء 2/289 ، 3/380 ) ..
ومع أنهم في الجاهلية كانوا يتسترون ..
كما في قصة المرأة الجاهلية التي سقط نصيفها – خمارها - عن وجهها وهي تمشي
، فالتقطته بيدها ، وغطَّت وجهها بيدها الأخرى ، وفي ذلك قال الشاعر :
سَقَطَ النَّصِيفُ ولم ترد إسقاطه *** فتناولته واتَّقَـتْـنا باليد
إذا كان هذا هو تسترهم في الجاهلية .. فما بالك بهم في الإسلام ..
همست أريج قائلة : الله المستعان .. الله يصلح الأحوال ..
نظرت سارة إلى ساعتها وقالت : ولم يبق على حضور أبي إلا نصف ساعة ..
فقالت مها : سارة .. بقيت قصة نزع الحجاب .. لم تحكيها لنا ..
قالت سارة : لا أحفظها والله ..
قالت أريج : لا تتهربي .. قرأتيها قبل قليل في الفهرس .. أظن ص .. ص ..
قلبت سارة الفهرس وأسعفتها قالت : ص43 : قصة نزع الحجاب .. في ثلاث صفحات ..
سأقرؤها بسرعة حتى لا نتأخر ..

* * * * * * * * * * * *

قصة نزع الحجاب
تقدم غير مرة أن نساء المؤمنين كن محجبات، غير سافرات الوجوه، ولا حاسرات
الأبدان، ولا كاشفات عن زينة، منذ عصر النبي  إلى منتصف القرن 14هـ..
وأنه على مشارف انحلال الدولة الإسلامية في آخر النصف الأول من القرن 14هـ
، دبَّ الاستعمار الغربي لبلاد المسلمين ، وأخذوا يرمون بالشبه ، ويحولون
المسلمين من عادات الإسلام إلى عادات أعدائه .
وكانت أول سهم رميت به الإسلام هو سفور المسلمات عن وجوههن ، وذلك على أرض الكنانة ، في مصر ..
حين بعث والي مصر محمد علي باشا البعوث لفرنسا للتعلم ، وكان فيهم واعظ البعوث : رفاعة رافع الطهطاوي ( ت سنة 1290هـ /1869م ) .
وبعد عودته لمصر، دعا لسفور المرأة عن وجهها ، ثم تتابع على هذا العمل عدد من المفسدين ، منهم :
النصراني مرقس فهمي (ت سنة 1374هـ / 1953م ) في كتابه: ( المرأة في الشرق ) الذي هدف فيه إلى نزع الحجاب وإباحة الاختلاط .
وأحمد لطفي السيد ، (ت سنة 1382هـ/ 1964م ) وهو أول من أدخل الفتيات
المصريات في الجامعات مختلطات بالطلاب ، سافرات الوجوه ، لأول مرة في
تاريخ مصر ، وناصره في هذا طه حسين ( ت سنة 1393هـ/1972م ) .
وقد تولى الدعوة معهما إلى السفور صراحة :
قاسم أمين ، (ت سنة 1362هـ / ) الذي ألّف كتابه : " تحرير المرأة "، ثم
كتابه : " المرأة الجديدة " ، أي : تحويل المسلمة إلى أوربية .
ثم قرأ كتب قاسم أمين ودعا إليها : سعد زغلول ( ت سنة 1346هـ / ) ، وشقيقه أحمد فتحي زغلول ( ت سنة 1332هـ/ ) .
ثم ظهرت الحركة النسائية بالقاهرة لدعوة المرأة لنزع الحجاب عام 1919م
برئاسة هدى شعراوي ( ت سنة 1367هـ / ) ، وكان أول اجتماع للنساء الداعيات
إلى ذلك في .. في ..

* * * * * * * * * * * *
من أين انطلقوا !!
سكتت سارة وقالت : أعوذ بالله .. سبحاااان الله ..
قالت أريج : هاه أين اجتمعوا ..؟
قالت سارة : في مكان إذا ذكرته لك عرفت أن الأمر بتخطيط من غير المسلمين وليس من مسلمين أصلاً ..
اسمعي :
وكان أول اجتماع للنساء الداعيات إلى ذلك في الكنيسة المرقُـصِـيَّة بمصر سنة 1920م !! وعملن خطة لذلك .. وانتظرن ساعة الصفر ..
قالت أريج : عجييييب !! يعني المسألة تخطيط لإفساد المجتمع عن طريق إفساد الأم والأخت والزوجة ..!! أكملي .. سارة .. بالله عليك ..
أكملت سارة القراءة :
كانت هدى شعراوي أول مصرية مسلمة تجرّأت على نزع الحجاب - ياااا ويلها من الله - في قصة تمتلئ النفوس منها حسرة وأسى ..
ذلك أن سعد زغلول لما عاد من بريطانيا مُصَنَّعاً بجميع مقومات الإفساد في
الإسلام ، صُنِع لاستقباله خيمتان كبيرتان ، خيمة للرجال ، وخيمة للنساء ..
وأقبل نازلاً من الطائرة .. وبدل أن يتوجه إلى خيمة الرجال .. توجه إلى
خيمة النساء وكانت ملئية بالنساء المتحجبات .. فلما وصل الخيمة استقبلته
هدى شعراوي أمام الناس جميعاً .. وعليها حجابها .. فمد يده - ياااا للهول
- فنزع الحجاب عن وجهها .. فصفقت هي .. وصفق جمع من النساء الحاضرات ونزعن
الحجاب .. وكل ذلك بتخطيط مسبق ..
مر هذا اليوم من أيام مصر .. ثقيلاً على المؤمنين والمؤمنات .. لم يسكت
العلماء بل أنكروا .. وألفوا الكتب في الرد عليه .. وحذروا الناس .. لكن
الكسر الذي في خشب السفينة كان متشعباً ..
فرح أولئك بنجاح التجربة الأولى ..
فخططوا للمزيد ..
في يوم آخر
وفي يوم آخر ..
وقفت صفية بنت مصطفى فهمي زوجة سعد زغلول ، التي سماها بعد زواجه بها :
صفية هانم سعد زغلول ، على طريقة الأوربيين في نسبة زوجاتهم إليهم ، وقفت
في وسط مظاهرة نسائية في القاهرة أمام قصر النيل ، فخلعت الحجاب مع مجموعة
من النساء ، وداسته تحت أقدامها ، وفعلت النساء مثلها ، والناس ينظرون ،
ثم أشعلن النار بتلك الأحجبة الملقاة على الأرض .. ولذا سُمي هذا الميدان
باسم : ميدان التحرير ..!!
ثم تتابع تكسير السفينة ..
ففي نحو سنة 1900م .. أُصْدِرَت مجلة باسم : " مجلة السفور " ، وهرول
الكُتَّاب الماجنون بمقالاتهم التي تدعو صراحة إلى السفور والفساد وتسفيه
المرأة التي تغطي وجهها ، وبدأت هذه المجلة تنشر صور النساء الفاضحة ،
وتدمج بين المرأة والرجل في الحوار والمناقشة .. وتردد أن " المرأة شريكة
الرجل " وتفسرها بنزع الحجاب والاختلاط بالرجال في كل مجال !!
وبدأ المفسدون يعملون جاهدين على تشجيع المرأة على لبس الأزياء الخليعة
وزيارة برك السباحة النسائية والمختلطة ، والأندية الترفيهية ، والمقاهي ،
وبدأت المجلة تنشر الحوادث المخلة بالعرض على أنها حريات !!
وبدأت تمجد الممثلات والمغنيات ورائدات الفن والفنون الجميلة ..
وبدأ نور الحجاب يخبو مع مر السنوات .. وصار من الطبيعي رؤية المرأة السافرة عن وجهها .. بناء على أن تغطية الوجه تشدد ..
مع أنه لم يعرف في مصر خلال تاريخها الإسلامي الممتد أكثر من ألف سنة أن مشت المسلمات كاشفات الوجوه في الشوارع !!
* * * * * * * * * * * *
بدأ صوت سارة يتقطع .. وكأنها تدافع عبراتها .. وتتخيل نساء المسلمين
العفيفات حفيدات الصحابة وهن يمشين سافرات بتخطيط من ثلة اجتمعت في كنيسة
..
سكتت سارة وجعلت تردد : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
قالت أريج : طيب أين العلماء ..!! أين المصلحون !! أين الدعاة والخطباء !! لماذا لم ينقذوا السفينة من الغرق !!
يا ليتهم تحركوا بالقوة التي تحرك بها أولئك .. أنا أعلم أن أولئك مدعومين
مادياً ومعنوياً .. وعندهم أموال يطبعون بها ما شاءوا وينشرون ما شاءوا ..
لكن كذلك كان ينبغي أن يوجد رجل رشيد يقود السفينة إلى بر الأمان ..
سكتت سارة .. وأكملت القراءة :
جعلت الوجوه المكشوفة تكثر في الشوارع .. والمفسدون يحاربون الحجاب بكل سبيل .. يساند هذا الهجوم المنظم أمران :
الأمر الأول : ضعف مقاومة المصلحين لهم بالقلم واللسان ، والسكوت عن فحشهم
، ونشر الفاحشة ، ومن تكلم من المصلحين أسكتوه .. ومن كتب مقالاً لم ينشر
مقاله ، وإلصاق تُهم التطرف والرجعية بكل من يعارض كشف الوجه ..
وهكذا صارت البداية المشؤومة للسفور في هذه الأمة بنـزع الحجاب عن الوجه ،
ثم أخذت تدب في العالم الإسلامي في ظرف سنوات قلائل ، كالنار الموقدة في
الهشيم ، حتى صدرت القوانين الملزمة بالسفور ..
ففي تركيا أصدر الملحد أتاتورك قانوناً بنزع الحجاب سنة 1920م ..
وفي إيران أصدر رضا بهلوي قانوناً بنزع الحجاب سنة 1926م ..
وفي أفغانستان أصدر محمد أمان قراراً بإلغاء الحجاب ..
وفي ألبانيا أصدر أحمد زوغوا قانوناً بإلغاء الحجاب ..
وفي تونس أصدر أبو رقيبة قانوناً بمنع الحجاب وتجريم تعدد الزوجات ..
وفي العراق تولى المناداة بنزع الحجاب الزهاوي والرُّصافي ..
في كل بلد جُرح
وبدأت قصص التحلل ونزع الحجاب تنتشر في بلاد المسلمين ..
ففي الجزائر مثلاً .. لنزع الحجاب قصة تتقطع منها النفس حَسَرات ..
ذلك أنه تم إغراء أحد خطباء الجمع .. ودفع الهدايا إليه .. وتغيير قناعاته
.. لينادي في خطبته بنزع الحجاب ، ففعل المبتلى ، وبعدها قامت فتاة
جزائرية معها مكبر صوت ونادت بخلع الحجاب .. فخلعت حجابها ورمت به ..
وتبعها فتيات منظمات لهذا الغرض .. نزعن الحجاب ورمين به .. فصفق المخططون
والمسَخَّرون ..
ومثله حصل في جزيرة وهران، ومثله حصر في عاصمة الجزائر: الجزائر، والصحافة من وراء هذا إشاعة، وتأييداً ..
وإذا نظرت في كتابات هؤلاء الشهوانيين وبرامجهم .. وجدتيهم يدبجون
المقالات في كل شيء يخص جمال المرأة .. وإظهار وجهها .. لكن لا يكتبون
أبداً في : في أمومتها وفطرتها ، وحراسة فضيلتها ، وحماية عواطفها ، وعبث
الشباب بالفتيات ، أو المطالبة بحقوق الأرامل والمطلقات والمعوقات ..
بل هي كتابات مستميتة لإقناع المرأة بإزالة قطعة القماش عن وجهها !!

* * * * * * * * * * * *
وانتشرت النار
وهكذا لما بدأ كشف الوجه ينتشر .. بشعارات عديدة : تحرير المرأة .. الحرية .. المساواة ..
بدأت مبادئ المسلمة تتحطم ..
فباسم الحرية والمساواة : أخرجت المسلمة من بيتها لتزاحم الرجال سافرة ضاحكة ..
واشتغلت المرأة عاملة في المطار .. وساقية في البار .. ونادلة في مطعم ..
ومضيفة في طائرة .. وإن حاول زوجها أو أبوها منعها قالوا : مقتضى الحرية
أن لا يكون له سلطة عليك .. فصاروا يتجارون بعرضها دون رقيب عليها ..
ورفعوا حواجز منع الاختلاط والخلوة ..
وليت الأمر توقف على كشف وجه المرأة .. لا ..
بل تصاعدت القضية من قضية إفساد المرأة إلى قضية إفساد العالم الإسلامي ،
حتى آلت الحال -واحسرتاه- إلى واقع شُرعت فيه أبواب بيوت الدعارة ودور
البِغاء بأذون رسمية ، في بلاد المسلمين !! وعمرت خشبات المسارح بالفن
الهابط من الغِناء والرقص والتمثيل .. وسُنّت القوانين بإسقاط حد الزنا ..
ما دام أن الطرفين راضيان !!
وعلموا أن المرأة إذا فسدت أماً وأختاً وزوجة وبنتاً .. فسد المجتمع .. فهي الملكة إن سقطت سقط الناس وراءها ..
ذكر أصحاب السير :
أن اليهود كانوا يساكنون المسلمين في المدينة ..
وكان يغيظهم نزولُ الأمر بالحجاب .. وتسترُ المسلمات .. ويحاولون أن يزرعوا الفساد والتكشف في صفوف المسلمات .. فما استطاعوا ..
وفي أحد الأيام جاءت امرأة مسلمة إلى سوق يهود بني قينقاع ..
وكانت عفيفة متسترة .. فجلست إلى صائغ هناك منهم ..
فاغتاظ اليهود من تسترها وعفتها .. وودوا لو يتلذذون بالنظر إلى وجهها ..
أو لمسِها والعبثِ بها .. كما كانوا يفعلون ذلك قبل إكرامها بالإسلام ..
فجعلوا يريدونها على كشف وجهها .. ويغرونها لتنزع حجابها .. فأبت ..
وتمنعت .. فغافلها الصائغ وهي جالسة .. وأخذ طرف ثوبها من الأسفل .. وربطه
إلى طرف خمارها المتدلي على ظهرها ..
فلما قامت .. ارتفع ثوبها من ورائها .. وانكشفت سوأتها .. فضحك اليهود منها..
فصاحت المسلمة العفيفة .. وودت لو قتلوها ولم يكشفوا عورتها ..
فلما رأى ذلك رجل من المسلمين .. سلَّ سيفه .. ووثب على الصائغ فقتله ..فشد اليهود على المسلم فقتلوه ..
فلما علم النبي  بذلك .. وأن اليهود قد نقضوا العـهد وتعرضوا للمسلمات .. حاصرهم .. حتى استسلموا ونزلوا على حكمه ..
فلما أراد النبي  أن ينكل بهم .. ويثأر لعرض المسلمة العفيفة ..
قام إليه جندي من جند الشيطان ..
الذين لا يهمهم عرض المسلمات .. ولا صيانة المكرمات ..
وإنما هم أحدهم متعة بطنه وفرجه ..
قام رأس المنافقين .. عبد الله بن أبي ابن سلول ..
فقال : يا محمد أحسن في موالي اليهود وكانوا أنصاره في الجاهلية ..
فأعرض عنه النبي  .. وأبى ..
إذ كيف يطلب العفو عن أقوام يريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ..فقام
المنافق مرة أخرى .. وقال : يا محمد أحسن إليهم .. فأعرض عنه النبي  ..
صيانة لعرض المسلمات .. وغيرة على العفيفات ..
فغضب ذلك المنافق .. وأدخل يده في جيب درع النبي  .. وجرَّه وهو يردد : أحسن إلى مواليّ .. أحسن إلى مواليّ ..
فغضب النبي  والتفت إليه وصاح به وقال : أرسلني ..
فأبى المنافق .. وأخذ يناشد النبي  العدول عن قتلهم ..
فالتفت إليه النبي  وقال : هم لك ..
ثم عدل عن قتلهم .. لكنه  أخرجهم من المدينة .. وطرَّدهم من ديارهم ..

* * * * * * * * * * * *
واتسع الخرق على الراقع
توقفت سارة قليلاً .. وجعلت تنظر إلى ساعتها ..
ثم نظرت في الكتاب وقالت : هنا في ص56 كلام جميل مختصر حول أساليب أصحاب
الشهوات لإفساد العالم الإسلامي من خلال استغلال المرأة .. ما رأيكما أن
أقرأه على عجل ..
أريج : رائع .. ما دام المسألة فيها عشاء على حسابك .. تدرين نحن في مطعم .. وأنت كريمة ونحن نستاهل !!
تبسمت سارة وقالت : عشاء إيش ؟!! والدي يبدو أنه قريب الوصول ..
قالت مها : أنت يا أريج منذ أن جلسنا وضرسك لم يقف من تتابع الطعام عليه
.. كعك .. بسكويت .. فطائر .. وأنا أيضاً ما قصرت .. والمسكينة سارة تقرأ
ونحن نأكل ..
تبسمت سارة وقالت : هنيئاً مريئاً .. الله يجعل فيه العافية ..
لكن لا بد أن نفهم طرق هؤلاء .. لأننا قد نستعمل لتحقيق مآربهم ونحن لا نعلم ..
ثم بدأت القراءة :
أساليب !!
بدؤوا يدعون إلى خلع غطاء الوجه .. والتخلص من الجلباب أو العباءة ..
والاكتفاء بلبس الثياب الفضفاضة – مبدئياً – بدلاً من العباءة ..
ويسلكون لإقناع النساء بذلك أساليب عديدة .. الدعايات .. إبراز المتبرجات
على أنهن قدوات .. بيع العباءات المزينة والضيقة والشفافة ..
الدعوة إلى مشاركة المرأة للرجل في كل شيء .. في الاجتماعات ، واللجان ، والمؤتمرات ، والندوات ، والاحتفالات ، والنوادي ..
الدعوة إلى سفر المرأة بلا محرم ، ومنه سفرها غرباً وشرقاً للتعلم ودراسة اللغة .. وسفرها لمؤتمرات : سيدات الأعمال ..!!
الدعوة إلى قيامها بدورها في الفن ، والغناء ، والتمثيل .. والمطالبة
بإنشاء فريق كرة قدم نسائي .. والمطالبة برياضة النساء على الدراجات
العادية والنارية .
تصوير المرأة في الصحف والمجلات .. وخروجها في التلفاز مذيعة ومقدمة برامج
.. وهكذا .. وعرض برامج مباشرة تعتمد على المكالمات الخاضعة بالقول بين
النساء والرجال في الإذاعة والتلفاز ..
والدعوة إلى الصداقة بين الجنسين عبر برامج في أجهزة الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة ، وتبادل الهدايا بالأغاني وغيرها ..

* * * * * * * * * * * *
نقطة الانطلاق !!
طبعاً نقطة البداية في هذا كله : خلع الحجاب عن الوجه ، ثم باشروا التنفيذ
لخلعه ، ودوسه تحت الأقدام وإحراقه ، وعلى إثر هذه الفعلات ، صدرت
القوانين آنذاك في بعض الجمهوريات مثل : تركيا ، وتونس ، وإيران ،
وأفغانستان ، وألبانيا ، والصومال ، والجزائر ، بمنع حجاب الوجه ، وتجريم
المتحجبة ، وفي بعضها معاقبة المتحجبة بالسجن والغرامة المالية!!!
قال أريج : صدقت والله .. والعجيب أن في بعض بلاد المسلمين مع الأسف تمارس
التضييق على الحجاب .. ومحاربة تغطية الوجه .. بينما تجدين بلاد غير
المسلمين أحياناً فيها حرية في الحجاب ..
بل إني قرأت في خبر نقلته وكالة رويتر .. قبل أيام أن شركات قطارات طوكيو
باليابان أطلقت حملة لحماية النساء من الرجال الذين يتعمدون مضايقتهن بطرق
مخلة أثناء التنقل ، وتضمنت الحملة إجراءات عملية تمثلت في تخصيص عدد من
العربات للنساء فقط ! مما أدى إلى إثارة غضب بعض الرجال الذكور على اعتبار
أن ذلك تميزاً ضدهم ..!

الوداع
رن الهاتف المحمول الذي مع سارة .. نظرت إلى رقم المتصل وقالت : هذا أبي
يبدوا أنه وصل .. ردت عليه : وعليكم السلام .. نعم .. نعم أنا قادمة ..
وبدأت تلبس عباءتها .. وتغطي محاسن وجهها ..
ووقفت مها وأريج .. يودعانها .. وهي تقول إن شاء الله سنلتقي مرة أخرى ..
ولكن لتكن كل واحدة منكما مثل الفتاة الصالحة الذي رآها موسى عليه السلام
مع أختها ترعى الغنم .. فساعدهما على سقي الغنم .. ثم جلس في ظل شجرة
يرتاح .. وعادت الفتاتان إلى أبيهما .. فأمر إحداهما بإدخال الغنم في
مكانها .. وأمر الأخرى أن تنادي موسى ..
واسمعي كيف وصف الله هذه الفتاة الصالحة التي ذهبت تنادي موسى ..
قال تعالى : " فجاءته إحداهما تمشي على استحياء" ..
قال عمر  : جاءت تمشي على استحياء قَائِلَةً بثوبها على وجهها ، لَيْسَت
بِسَلْفَعٍ مِن النساء ولاّجةً خرَّاجة . والسلفع من النساء: الجريئة
السليطة ( تفسير ابن كثير 3/384) ..
قارني - بالله عليك - بينها وبين امرأة العزيز في مصر التي أكثرت مخالطة
يوسف عليه السلام .. ونظرت إليه وأبدت زينتها مراراً .. وهو عليه السلام
يصد عنها .. حتى وصلت إلى حال راودته عن نفسه " وغلقت الأبواب وقالت هيت
لك " أي تهيأت لك .. نسأل الله العافية ..
أريج .. مها .. والله ما يريد الداعون إلى نزع العباءة .. وإلقاء الحجاب
.. وكشف الزينة .. والاختلاط بالرجال .. والله ما يريدون إلا أن تكوني لهم
كالأمة المملوكة يمضغك الرجل متى شاء .. ويلفظك متى شاء ..
كانت أريج ومها .. تحاولان أن تبطئا سارة في المشي ليطول الكلام .. لكن هاتف سارة رن مرة أخرى .. فودعتهما .. وذهبت ..ا.هـ .

أشكر كل من استفدت من مؤلفاته في إعداد هذا الكتاب وعلى رأسهم الشيخ
الدكتور بكر أبو زيد ، الشيخ سليمان الخراشي ، الشيخ أحمد عبدالعزيز
الحمدان .
أسأل الله أن ينفع به وصلى الله على نبينا محمد .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صرخه في مطعم الجامعه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  صرخه زوج اّاّاّاّاّاّه (فالحياه ليست فقط زوجه تشتكي وتئن )!!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: نور الاسلام-
انتقل الى: