بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلام
أما بعد:
أكد العلماء ودلك من خلال أبحاث عدة قاموا بها بان النمل من أرقى
المخلوقات الاجتماعية .. اد تتمتع بأسلوب جد راقي في تحقيق النظام الداخلي
للمملكة والتضحية والعمل ..
فكل نملة داخل مملكة النمل تقوم بالدور المنوط بها ..ولا تنأى عن تقديم كل
البدل والتضحية من أجل استثمار الأمن و الأمان داخل مملكتها .
فالنمل من الحشرات الذكية جدا ، النشطة المنظمة ...وتنظيم مجتمعها من أرقى التنظيمات .
ولقد ذكر القرآن الكريم هده الحقائق والمعلومات الهامة مند أكثر من 1400
سنة ، اد سميت سورة كاملة باسم هدا الحشرة الذكية :" سورة النمل "
يقول رب العزة في كتابه المبين
"حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا
أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ
سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18)
فهده الآية تحمل في ثناياها من أوجه الإعجاز ما يجعلنا نقف خاشعين لقدرة
الله عز وجل في خلقه وفي ملكوته ، ويجعل الملحدين والمتشككين في معجزة هدا
القرآن الكريم واقفين صامتين أمام هده الحقائق والمعلومات .
وسنبدأ بادن الله بتوضيح أوجه الإعجاز في هده الآية بالشق الأول الذي
يتطرق إلى كون مجتمع النمل من أرقى المجتمعات الاجتماعية والدكية .
النمل من أرقى المجتمعات الاجتماعية و الذكية
الآية الكريمة " حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ
نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا
يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ " سورة
النمل الاية (18)
ففي هده الآية الكريمة قامت نملة بتوصيل الخطر المحدق على مملكتها إلى
باقي أفراد المملكة بطريقة تعد من أدكي طرق توصيل الخبر والخطر .
ولنحاول تجزيء مراحل توصيل خبر هدا الخطر حسب تسلسل كلام النملة
أولا " قالت نملة يا أيها النمل ..."
وهدا يعد بمثابة صفارة اندار فهي بتقديمها لهدا النداء قامت بتنبيه عاجل
جدا جدا للنمل حتى يبادروا ويستعدوا بأخذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة هدا
الخطر .
ثانيا " ادخلوا مساكنكم .."
ففي هدا العبارة النملة أكملت دورها الذي هدفه ربح الوقت وأعطت مباشرة
الأمر لجميع النمل لكي يبادروا بالدخول إلى مساكنهم .... ونلاحظ انها أعطت
الأوامر أولا قبل شرح نوع الخطر كما سيأتي في المقطع الثالث من كلامها .
ثالثا " لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ..."
هنا وفي المرحلة الثالثة بينت للنمل سبب الخطر ، ولاحظوا معي شيئا عجيبا
فالنملة لم تبدأ بتوضيح سبب الخطر بل ا طلقت أولا صفارة الاندار وبعد دلك
أعطتهم الأوامر ...ولم توضح سبب الخطر الا في الأخير .
وهدا بحقيقته يعد دكاءا خارقا للنملة في طريقة معالجتها لتوصيل خبر الخطر الموجه لمملكتها ....
فهي بتقديمها للأمر وتأخيرها لتوضيح سبب الخطر حاولت أولا كسب الوقت لكي
يبادر النمل باتخاذ الاحتياطات اللازمة ، وكدلك لعدم نشر الفزع في صفوف
النمل فهي ان أخبرتهم أولا بسبب الخطر كان هدا سيسبب ارتباكا في صفوف
النمل ، مادا سيفعلون؟؟؟ وكيف سيواجهون الموقف ؟؟؟، ولكن هي عندما أمرتهم
بالدخول وضحت لهم طريقة مواجهة هدا الخطر ، اد أن شكل الخطر لا يصلح معه
المواجهة ،كما يحدث ادا حاولت حشرة أخرى الدخول الى مملكة النمل ومهاجمتها
، فالنمل اد داك لا يدخل ويترك العدو خارجا لكي يقضي على ممكلته فهو يحاول
الدفاع عنها اد هناك نمل خاص هده هي مهمته – المهام العسكرية و الدفاعية
بمفهوم مجتمعنا .
وادا فعلا قمنا بمقارنة طريقة إبلاغ النملة بالخطر الموجه إلى مملكتها
نجده يفوق أحيانا في إتقانه لتصرفنا نحن إزاء أي خطر مفاجئ .....،ونضرب
مثلا ادا كنت في نزهة مع أصدقائك وفجأة رأيت أن عقربا ستكاد تلدغ صديقك
مادا كنت ستقول أول الأمر وأنت بعيد عن صديقك بمسافة لا تستطيع القيام
بحركة سريعة لقتل تلك العقرب أو سحب صديقك من منطقة الخطر ، كنت ستصيح و
أول كلمة ستنطق بها – عقرب –عقرب – كنت ستوضح أولا سبب الخطر وهدا يعد
صيغة انقادية خاطئة ، اد من الأجدر ان تبدأ بكلمة ابتعد بسرعة ثم تتبعها
هناك عقرب ..
وهدا حتى تمكن صديقك من ربح الوقت و الإسراع بالابتعاد ، اد أن إخبارك
اياه أولا بسبب الخطر سيفزعه ويتركه يلتفت أولا إلى مكان العقرب مما يمكنه
أن يؤدي إلى تعرضه لدلك الخطر .
أنظرتم إلى هدا الفرق ، والى هدا الذكاء والإتقان الذي وهبه الله إلى حشرة نعتبرها نحن من أضعف المخلوقات .
فسبحان الخالق مدبر هدا الكون الذي يقول للشيء كن فيكون .
ادن بدأت النملة بصفارة الاندار ، اتبعتها بإعطاء الأمر والحل المناسب
لمواجهة شكل هدا الخطر ، ثم اتبعتها بتوضيح سبب الخطر ، فبماذا أكملت
كلامها ؟؟؟
ومادا قالت في الأخير ؟!
رابعا " وهم لا يشعرون "
هنا في هده العبارة الأخيرة ، النملة شرحت بدقة وبأمانة عالية للنمل في
كلمتين فقط علة هدا الخطر ووضحت لهم ان الخطر الموجه إليهم ليس من عدو
حقيقي ، فسليمان وجنوده ليسوا أعداء ا،.... فهم أصلا لم يشعروا بوجود
مملكة النمل ، اد لو شعروا لما كان هناك أصلا أي خطر ..فبهده الطريقة قامت
النملة بنشر الطمأنينة والأمان في صفوف النمل ومنعتهم من اتخاذ أي
احتياطات هجومية كما سنوضح في سلوك النمل لاحقا .
فسبحان من علم النملة وزرع فيها كل هدا الإتقان والذكاء .
ولقد اتبتث الدراسات العلمية ان النمل يملك من القدرة في التنظيم والتواصل والتخطيط ما وقف أمامه عاجزا .
وهاهي هده الآية الكريمة تدعم هده الحقائق وتثبتها .
وسنكمل لاحقا هدا الجانب من الإعجاز في مملكة النمل الذي يوضح حقيقة أن النمل من أرقى المجتمعات الاجتماعية .
واتمنى ان يكون الاهداء ينال على رضائك...
لانك تحبين تعرفين فوائد عن النمل...