بتريوس مرعوب من غضب الافغان

حذر الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الأمريكية وقوات حلف شمالي
الأطلسي في أفغانستان من خطورة إقدام كنيسة أمريكية على إحراق المصحف
الشريف علنًا كما حددت لذلك في الذكرى التاسعة من هجمات 11 سبتمبر على
الولايات المتحدة، قائلاً: إن ذلك سيضع حياة الجنود الأمريكيين في خطر.



جاءت
تلك المخاوف بعد أن هب مئات الأفغان يوم الاثنين 6 سبتمبر احتجاجًا على
خطط كنيسة "مركز الحمائم للتواصل العالمي" ومقرها جينسفيل بفلوريدا لإحراق
نسخ من القرآن الكريم، حيث رفعوا لافتات تندد بذلك، وهتفوا بشعارات منددة:
"الموت لأمريكا".



واعتبر بترايوس في مقابلة مع صحيفة "وول
ستريت جورنال" الثلاثاء أنه في حال تم تنفيذ المشروع فإنه سيخدم مصالح حركة
"طالبان" في أفغانستان، وأوضح "الأمر سيهدد في الوقت نفسه حياة الجنود
والجهود الدولية".



وأضاف "هذا تمامًا ما يقوم به عناصر
طالبان ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل كبيرة. ليس هنا فقط إنما في كل أنحاء
العالم، حيث نحن موجودون في مجتمعات إسلامية".



وانضم إليه
في مخاوفه اللفتنانت جنرال وليام كالدويل قائد بعثة تدريب حلف الأطلسي في
أفغانستان، قائلاً لشبكة تلفزيون (سي.إن.إن): إن حرق القرآن يثير بالفعل
مشاعر الغضب الشعبي في أفغانستان.



وأضاف: "إنه كتابهم
المقدس؛ ولذا فإنه حينما يقول أحد إنه سيدمره ويسبب تدنيسًا لشيء يحظى
لديهم بتقديس شديد، فإن ذلك يثير بالفعل الكثير من المجادلات والقلق بين
الناس"، وتابع: "نحن نشعر بشدة بأن هذا قد يعرض للخطر سلامة رجالنا ونسائنا
الذين يخدمون هنا".



ودعت الكنيسة إلى إحراق نسخ من القران
في 11 سبتمبر أمام مقرها في جينسفيل (500 كلم شمال شرق ميامي)، كما دعت
مراكز دينية أخرى إلى أن تحذو حذوها، وذلك في ذكرى هجمات سبتمبر.



من
جهته، اعتبر قس الكنيسة تيري جونز أن مخاوف بترايوس "ليست في محلها"،
وأضاف في بيان إلى صحيفة "وول ستريت جورنال": "علينا أن نوجه رسالة واضحة
إلى المتطرفين الإسلاميين. لن نبقى أسيري الخوف والتهديدات".



وكانت
جاكرتا عاصمة إندونيسيا شهدت في أواخر أغسطس تظاهرة أمام سفارة الولايات
المتحدة هدد المشاركون فيها بالدعوة إلى الجهاد إذا نفذت هذه الكنيسة
الأمريكية تهديدها. ويتوقع أن يؤدي إقدام الكنيسة على تنفيذ خططها إلى
إثارة احتجاجات واسعة في العالم الإسلامي، كما حدث قبل سنوات؛ بسبب الرسوم
الكاريكاتورية المسيئة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم.