[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]----
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]رسالتي اليوم لكل زوجين
الورده التي تبقى
كم هي الوردة
جميلة في منظرها ،
ساحرة في لونها ،
أخّاذة في عطرها ،
تشدك
إليها في صمت ،
وتأخذ بلباب عقلك في حياء ،
حتى تغدو أمام غيرك
شاردًا ،
وادعًا ،
وما هي إلا لحظات وتجد
نفسك هادئ النفس
،
واسع الصدر ،
تتمنى حينها أن تبقى هذه الوردة ،
لتدوم هذه النظرة ،
لتستمر
هذه السعادة .
ولكن .. أنّى لهذه الوردة الفاتنة كل هذه العطاء ..
إن لم تسق بالماء !!؟
وهي مع هذا آيلة إلى الذبول والفناء .
غير أني
أدعوك أن تقترب من وردة تعطيك عطاء أبلغ من عطاء
هذه الوردة التي انشرح
صدرك لها ،
وأنِسْت بالنظر إليها ،
وهي
مع هذا لا تعرف الفناء ،
بل تتسم بالخلود والبقاء !!
وكما احتاجت تلك إلى الماء لتبقى .. ثم
لتفنى ، فإن هذه الوردة
تحتاج إلى أمر آخر لتبقى ولا تفنى .
لعلك
أدركت المقصود ..
فإن مثل هذه الوردة كمَثَلِ الحياة الزوجية
السعيدة
،
المملوءة بالمودة والصفاء ،
الممزوجة بالمحبة والوفاء ،
ألا
يتمنى الزوجان فيها أن تبقى حياتهما كذلك ،
لا في الدنيا فحسب ، .. بل
في الآخرة أيضًا ؟
قل : نعم ..
إذاً ... فإنها تحتاج إلى
أن تسقى بالإيمان ،
وترعى بالخشية من الرحمن ،
وتصفو بمحبة الله
ورسوله صلى الله عليه وسلم ،
وتتآلف على القرآن ،
وتتعاهد على نبذ
المعاصي ،
وتتعاون على البر والتقوى ،
وتنذر نفسها للدعوة إلى الله
..
في نفسها ،
وبين الذرية والأهل والإخوان ،
وتتراحم بقيام
الليل ،
وتتزكى بصيام النهار ،
وتسمو بالجود والكرم ،
وتجتمع
قلوبها على النصح بالحكمة والموعظة الحسنة
، وتتحد صفوفها أمام إغراءات
المنكر ،
وتسارع في الخيرات
وتقنع برزقها ،
وتصبر في شدائدها ،
وتهفو
نفوسها إلى إعداد جيل صادق مع ربه ،
باذل لدينه ،
عامل لوطنه
كم
تشدني تلك الصورة الزوجية الحانية التي يقول الرسول صلى الله عليه وسلم
فيها :
( رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى ، ثُمَّ
أَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّتْ ،
فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا
الْمَاءَ ، وَرَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ
فَصَلَّتْ
، ثُمَّ أَيْقَظَتْ زَوْجَهَا فَصَلَّى ، فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي
وَجْهِهِ الْمَاءَ )
رواه النسائي
ألا ما أسعدها من ساعة إيمان
، وما أرقه من نضح وفيّ ،
وما أعذبه من ماء مخلص .
ألا تستحق حياة
هذين الزوجين أن تبقى ولا تفنى ،
ولم لا تبقى ، والله تعالى
يقول
:
{ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ
وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ
عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ . سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ
فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ }
.وهو القائل سبحانه :
{ إِنَّ
أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ . هُمْ
وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ }.
فما
أرخص حياتنا إن كانت وسيلة إلى شقوة الآخرة ،
وما أغلاها إذا كانت
وسيلة إلى سعادتها