دمشق-دنيا الوطن
فصلٌ جديد من استخفاف العقول و الإسفاف بالدين الذي من شأنه إعلاء العقل و قبل كل شيء التأكيد على إنسانية الإنسان .
و
ما يميز هذا الفصل هو " قذارة " التفاصيل و جسامة ما اُرتكب فمن قتلٍ
وسرقة و زنا و سفاح قربى حدثت واستمرت عشرات السنين في غرفة دعيت بـ "
غرفةالعمليات " في بيت رقيب القلوب و سيد العقول وصاحب صكوك الغفران
للمعذبينفي القبور .
رجل واحد ويدعى " عبد الله . م " والملقب بـ
" أبو الفتوح " امتلك ناصيةأكثر من ثلاثين شخصا , أقسموا على طاعته فوهبوا
عقولهم و أجسادهم ونسجواقصة لولا ما ملكنا من وثائق واعترافات مسجلة
لاستعصت التفاصيل حتى علىالخيال .
و مما حدث في غرفة " العمليات
" ..أم تمارس الجنس مع أبنائها و بناتها , والأخوة مع الأخوات , و الزوجة
تعاشر آخرا أمام زوجها , و ... الجميع عراةوشرابهم " بول " شيخهم " أبو
الفتوح " حيث يتراكضون لتقبيل يديه وقدميهمقتنعين أنه يعلمهم الصبر , و
يدربهم على البلاء , ويشفيهم من الأمراضالنفسية و الروحية والجسدية .
ومما
حدث خارج غرفة العمليات .. الشيخ يقتل و الأم تسكت , الشيخ يُفقدابنتيه
بكارتهن اختبارا , تابع يقتل تابعاً تنفيذا لدرس " المصارعة " و
فيالتفاصيل ما هو أدهى و أمر .
ملف هذه القضية كان سميكا سماكة
الاعترافات التي حصل عكس السير عليها , وعدم قدرة واحدنا على استيعاب
تفاصيله لذا كان التمحيص أمرا موجعا ولكن كانلا بد من المرور على بعض
التفاصيل علها تكون " صفعة " .
و كان علم في وقت سابق من مصدر
موثوق و واسع الإطلاع أن إحدى الجهاتالأمنية ألقت القبض في نيسان الماضي
على رجل ويدعى ( عبد الله . م / أبوالفتح ) لينكشف بعد ذلك ما هو أدهى و
أمر و أخطر و أقذر .
و المذكور حاليا أمام القضاء , و يُترك لأصحاب
العلم و الاختصاص في الدينو النفس و الاجتماع نبش خلفيات اعترافه و تسليط
الضوء على أبعاده وقراءةمابين السطور .
أبو الفتوح " يعترف " ...
" بعد شهرين ..آمن الجميع بي و أقسموا بأن أنفسهم و أموالهم و أزواجهم و أولادهم تحت تصرفي "
ويقول
أبو الفتوح " كنت اعمل كمنشد ديني وقمت بجمع بعض الأشخاص حولي وكانت
البداية مع بعض التجار , ورويدا رويدا اقتنعوا أنني شيخ وصاحب طريقةو أنني
أستطيع الاتصال بالأرواح و أنني أعلم الغيب كما أني أستطيع محاسبةالملائكة
على تقصيرهم و أنني أحضر تعذيب الموتى و يمكنني طلب الرحمة لمنأراه يستحق
" .
ويتابع " وكنت أقوم بالتبول في وعاء و أخلطه بالماء والعطر و
أسقيهللأشخاص الذين كانوا يحضرون إلي ّ هم وعائلاتهم حيث كانوا على قناعة
أن مايشربونه فيه شفاء لهم من كل علة نفسية أو جسدية وكان استلزم وصولهم
إلىهذه القناعة فقط شهرين " .
ويضيف " و بدأت النساء بالتوافد إليّ
هن وبناتهن و أبنائهن بقصد هدايتهمإلى الطريق الصحيح , وحينها تعرفت على
المدعو ( مصطفى . خ ) وتعرفت علىزوجته وبدأت بممارسة الجنس معها.. ومعها
كانت البداية وهنا تعرفت علىصديقتها ( ملك . ب ) التي اقتنعت و آمنت
بقدراتي فكانت تحضر بناتها معهاوهكذا حتى كبرت الجماعة و وصل عددهم إلى
أكثر من ثلاثين شخصا " .
و علم أيضا أنه تم إلقاء القبض على عشرة
منهم , والذين كانوا أساس الجماعةو أكثرهم تسليما بـ "الشيخ " , تسليم لا
يقف أمامه جسد أو مال أو حتى "روح " وكانت الاجتماعات تتكرر أسبوعيا في
منزله الكائن بـحي " كرم الجبل "في حلب .
و يشرح " كنت أطلب من الجميع التعري .. وبناتي فقدن عذريتهن بيدي كوسيلة إقناع "
وجاء
في اعتراف " أبو الفتوح " أنه كان " يطلب من الجميع التعري و فعلاكانوا
يخلعون ملابسهم جميعا , وكان يطلب منهم ممارسة المصارعة مع بعضهم منأجل
تقويتهم جسديا .
ويضيف " وبعد ذلك كنت أطلب من الجميع تقبيل بعضهم
( وحتى أشجعهم قمتبإفقاد عذرية بناتي وكانتا اثنتين أكبرهما بعمر الـ
حادية عشرة ) , إضافةإلى المداعبة وكانت حجتي في ذلك بأنني أقوم بسحب
المرض و الأذى واختبارصبرهم و إيمانهم " .
وكان " أبو الفتوح "
وقبل وصول أحدهم إلى الذروة يسقيه من بوله , و فيتارات أخرى كان الجميع
يمارس الجنس أمامه وهو يمارسه مع الجميع .. الأخوةمع الأخوات و الأم مع
الأبناء و ...
القتل عاقبة من يفكر كشف سر الجماعة ..
وبدأ
بعد ستة سنوات هدد الشاب (عبد السلام . س ) والدته بعد نفوره منأعمال
الجماعة , فاعلم والدته ( ملك . ب ) أنه سيخبر والده المسافر فيلبنان إذا
لم تتوقف هي و أخواته .
و أخبرت الأم ( ملك ) سيدها ومولاها ( أبو
الفتوح ) والذي خشي بدوره منفضح أمره فقام بالإيعاز إلى كل من ( محمد ك )و
( عمر . ج ) بأن يحضراالشاب (عبد السلام )إلى بيته حيث تم ربطه و إغلاق
فمه باللاصق وتركه ثلاثةأيام .
ويتابع ( أبو الفتوح ) في اعترافه
أمام القضاء " بعد ثلاثة أيام ذهب إلىالبيت وكان الشاب على وشك الموت ,
فأشرت بالإجهاز عليه فقام ( محمد ) بخنقالشاب في الوقت الذي ثبت فيه ( عمر
) قدمي الشاب ليقضي نحبه ليصار إلىوضعه بداخل كيس ورميه في جب , و ردم
البئر بعد ذلك " .
وأعلم ( أبو الفتوح ) والدة الشاب ( عبد
السلام ) بما حصل طالبا منهاالقول " أنه ذهب إلى المقاومة الإسلامية في
لبنان " , الأمر الذي صدقهالجميع رغم أن والده بحث عنه مطولا دون نتيجة ,
ليموت أيضا بعد ذلك بأزمةقلبية .
قتيل آخر ضحية اختبار " المصارعة "
و
يروي ( أبو الفتوح ) أنه و أثناء توجهه إلى مدينة اللاذقية بقصدالاستجمام
برفقة كل من ( محمد . ك ) و ( عمر . ج ) و شقيقه ( خالد . ج ) و( محمود .
ص ) و ( مصطفى . خ ) وولده ( محمد . خ ) .
و في الطريق و أثناء
الاستراحة في منطقة " القساطل " بدأ كل من (مصطفى .خ)و (عمر . ج ) بإجراء
مصارعة حسب طريقة معلمهم ( أبو الفتوح ) حيث قام (عمر ) بإمساك ( مصطفى )
من عنقه و الضغط عليها حيث توفي الأخير على الفورو أمام ولده .
و
أفاد أنه تم تلفيق القصة بإعلام الجميع أن الوفاة كانت قضاءا وقدرا
كون(مصطفى) يعاني من مرض في القلب , " معتقدا " أنه تم " تزوير "
تقريرالطبيب الشرعي .
ويستمر مسلسل الزنا و السفاح ..ويستمر
ويروي
( أبو الفتوح ) و بالتفصيل طقوس الجماع التي كانت تحدث و التي لايمكن سرد
تفاصيلها , ولكن وكما أشرنا سابقا أنه حين يتم استسهال القتل وسفاح القربى
وعلى مدار عشرات السنين ..فليس غريبا بعد ذلك أن يدخلوا الفيلفي ثقب
الإبرة .
ويحدث أن إحدى النساء ترددت قليلا في الدخول إلى غرفة (
المخلص ) لتنهرهاابنتها التي سبقتها و فعل فيها الفعل المنافي للحشمة
والطبيعة فتخرج ناصحةوالدتها أنه " السبيل إلى الله " , فـ " لا تخافي يا
أماه " علما أنه كانأيضا يدفع النساء و بناتهن إلى ممارسة السحاق ...
فواعجباه , و و امصيبتاه.
وعلم أن ( أبو الفتح ) جمع ثروة كبيرة من
أموال " مريديه " ,و اشترى "شاليها " له في اللاذقية, وكان هذا البيت
بمثابة دار "عبادة" يترددون إليهليمارسون طقوسهم .
يمهل .. ولا يهمل
وكان أن تعرض ( أبو الفتوح ) قبل سنوات لحادث سير أدى إلى شلل نصفي , ذهب بجهازه البولي و قدرته على ممارسة الجنس .
ودفع
إيمان النساء به إلى جمع الأموال لتركيب جهاز للبول له , وبالفعل تمذلك ,
وتزوج بعد ذلك إحدى تلك النساء التي كان يمارس معها الجنس خلافاللطبيعة
وهي شقيقة المقتول ( عبد السلام . س) .
ونظرا للعجز الذي أصيب به , رويدا رويدا بدأت زيارة المريدين له تقل شيئا فشيئا إلى أن تم توقيفه من قبل إحدى الجهات الأمنية .
(محمد . ك ) قاتل الشاب عبد السلام : و كنت أشاهد زوجتي تمارس الجنس مع غيري و أنا امارسه مع غيرها
وأكد
المدعو ( محمد . ك ) ماورد في اعترافات " شيخه أبو الفتوح " قائلا "أعلمنا
أنه شيخ يعلم بالغيب , وروحه تصعد إلى السماء وتقوم بمحاسبةالملائكة على
تقصيرهم , و أنه يحضر عذاب الموتى في القبور ويمكنه التماسالرحمة لهم " .
ويتابع
" وكان يسقينا في بداية الأمر سائلا يوهمنا أنه قرأ عليها آياتقرآنية ,
وهذا السائل ليس إلا " بوله " خلط معه ماءا وعطرا , وأعلمنا بذلكلاحقا حتى
بتنا نشرب بوله فقط ( مركزا ) , ولم نكن نستطع رفض طلب له حيثأننا أقسمنا
على الطاعة نحن وزوجاتنا و أولادنا " .
وعدد المدعو ( محمد . ك )
أسماء الذين كانوا يشاركون في الحضرة , و ذكرتفاصيلا يتعذر أيضا سردها
نكتفي بالإشارة إلى أنه وزوجته كانا يتصارعانأمام الجميع وهم عراة وكان
ذلك يحدث في بيت أبو الفتوم بكرم الجبل في غرفةكنا ندعوها غرفة العمليات "
.
و حصل عكس السير سرد على قصة مقتل الشاب (عبد السلام . س) حيث
اعترف أنهأقدم على قتله انصياعا لرغبة " أبو الفتوح " , و أنه قام بوضعه
في كيس ورميه في الجب حيث تم ردمه , وتم إعلام " الأم " بالحادثة التي
وعدها الشيخ" بتعويضها " طالبا منها القول " أن ولدها التحق بصفوف
المقاومة الاسلامية" , كما ورد سابقا .
و أكد أيضا في إفادته ما
جاء في اعتراف أبو الفتوح حول مقتل ( مصطفى . خ )وكيف تم تلفيق قصة مقتله
.وذكر أن " أبو الفتوح " استجر منه مبالغا ماليةوصلت إلى حوالي مليون وربع
وهو ماكان يفعله مع الجميع .
و ختم اعترافه بقوله " طلبت مني زوجتي
الابتعاد عن هذه الأجواء و المجالسبعد حصول الخلافات بيننا و ابتعدت بعد
ذلك حتى تاريخ توقيفي " , محملانتائج أعماله جميعها لشيخه ومولاه ومريده "
أبو الفتوح " الذي والاه عشراتالسنين .
والدة الشاب المقتول عبد السلام " سكوتي عن مقتل ابني كان بأمر الشيخ ..وكنت أمارس السحاق مع بناتي "
و
علم أن ( ملك . ب ) اعترفت أنها آمنت بقدرات " أبو الفتوح " حيث تعرفتعليه
عن طريق " جارتها " , و اعترفت أنها وهبت نفسها وولديها و بناتها له, وكان
يفعل ما يشاء دون اعتراض من قبلهم أو تردد .
و تحدثت عن غرفة
خاصة ( عدا غرفة العمليات ) كانت مخصصة للشيخ قائلة "مارس معي الجنس بحجة
المعالجة من المرض , كما أنه مارس الجنس مع بناتيأمامي وبشكل مخالف
للطبيعة علما أنهما ترددتا في البداية إلا أنني أقنعتهن" .
و
ذكرت أنها كانت تتعرى مع بناتها أمام الجميع ويمارسن " السحاق "
تلبيةلرغبة أبو الفتوح حيث أقنعهم أنه تدريب على البلاء و امتحان للصبر و
رياضةللروح وتسفيه للجسد .
و قالت أيضا " ونتيجة سفر زوجي كان "
أبو الفتوح " يأتي إلى منزلنا ,ويمارس معي ومع بناتي الجنس حتى الصباح ,
الأمر الذي لم يحتمله بعد فترةولدي " عبد السلام " فهدد بكشف ما يحدث
لزوجي " .
وتابعت " حاولت إقناعه بالعدول عن ذلك ولكني لم أتمكن فأبلغت الشيخ الذي أخبرني أنه سيتصرف مع أبني " .
وأضافت " أنه وبعد أيام علمت بمقتله و رضخت لمطلب الشيخ بالسكوت " .
و
اللافت أن الإفادات وحسب الأشخاص المتورطين ليسوا جميعا من الأميين
والجهلة كما يمكن أن يتصور البعض , حيث تبين أن منهم التاجر , والمتعلم
,والمعلم و من بينهم من عائلات مرموقة .
الدكتور محمد حبش علماء الدين لا يقصرون , وأثر هؤلاء المشعوذين خطير
وقال
الدكتور محمد حبش " ينقسم المسلمون إلى رأيين فيما يتصل بعلاقة الناسبالجن
و السحرة فهناك من يرى أن بعض الناس قادر على الاتصال و استحضارالأخبار و
طلب عونهم و هناك رأي لدى عدد من الفقهاء يرفضون بشكل قاطع أياتصال بين
الإنس و الجن و نحن نميل لهذا الرأي " .
وتابع " ونحن نعتقد أن
الجن عاجز عن تقديم أي تغيير إما لجهة السلب أوالإيجاب " , مشيرا إلى رأي
أبو حنيفة القائل بان لا حقيقة للسحر عنده وتأكيد الشافعي أن السحر مجرد
شعوذة و أوهام .
و أشار " حبش " أنه لم يحدث في التاريخ الإسلامي
أن حوكم أحدا لاتصالهبالجن و إيذاء الناس , مبينا أن إيماننا بالجن
كإيماننا بآلاف الظواهرالغير المدركة .
وعرج " حبش " على سورة الجن في القرآن الكريم مبينا أنهم لا يمكنهم معرفة الغيب و لا يستطيعون استطلاع أخبار السماء .
ومن
جهته , شدد " حبش " خلال حديثه لعكس السير أن من يدعي ذلك فهو مشعوذ ,وذكر
حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام بما معناه " إذا رأيتم الرجليمشي على
الماء ويسبح في الهواء فلا تصدقوه حتى تعرضوه على الكتاب والسنة" .
وأوضح
" حبش " أن علماء الدين لا يقصرون بتحذير الناس منهم إذ أن هؤلاءيمارسون
دورا تخريبيا خطيرا , مبينا أن من يتبع من الناس جاهلا فإنه ليسمعذور
اشرعا
عقول هؤلاء وجدت مبررا لتفعل ما فعلت في مؤشر خطير يرصد
إلى أي حد يتمكنالجهل و اللامعقول من البعض و يجد طريقه إلى حياتهم وخصوصا
حين يأتي علىرماح يعتقدونها " دين الاسلام " يجدون مسوغاتها في قدرة
المشعوذ " المغرية" للبعض في الإطلاع على الغيب , هذه الخرافات وهذا
الغباء وكل ذلكالاستعباط يُخشى أنه وجد مكانا له يتنامى في المجتمع السوري
حيث يبلغ عددالمشعوذين وفق إحصائية غير رسمية حوالي سبعين ألف مشعوذ يبدأ
من فنجان وينتهي بقتل إنسان وتصفية عقله وحتى جسده .