ماس تدعو لحرية بناء المساجد بأمريكا

ماس تدعو لحرية بناء المساجد بأمريكاأطلقت الجمعية الإسلامية الأمريكية
(ماس) حملة قومية لتعزيز الحريات الدينية في الولايات المتحدة، تدعو فيها
المسلمين، وبخاصة في شهر رمضان المبارك، إلى التواصل مع جيرانهم والأشخاص
من الطوائف الدينية الأخرى في مجتمعاتهم بهدف إقناعهم بحق المسلمين في بناء
المساجد.



وتأتي الحملة -التي رفعت شعار "حماية المساجد،
والحرية الدينية الأمريكية"- كرد فعل على المعارضة الواسعة التي تشنها
الجماعات المعادية للإسلام في الآونة الأخيرة أمام بناء المساجد والمؤسسات
الإسلامية في الولايات المتحدة.



وبرز هذا التوجه بقوة ضد
مشروع بناء مسجد ومركز "بيت قرطبة" على مقربة من موقع مركز التجارة العالمي
الذي انهار في هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م.



وقد
أثار هذا المشروع معارضة العديد من الشخصيات السياسية البارزة في الولايات
المتحدة، مثل: رئيس مجلس النواب الأمريكي السابق "نيوت جينجريتش"، ومرشحة
الحزب الجمهوري لمنصب نائب الرئيس الأمريكي في انتخابات سنة 2008م "سارة
بالين"، فضلاً عن العديد من الجماعات التي يصفها المراقبون بـ"المعادية
للإسلام" مثل: (أوقفوا أسلمة أمريكا)، التي تتزعمها الناشطة المحافظة
"باميلا جيلر"، و(الجهاد ووتش) بزعامة "روبرت سبنسر".



من
جهته أيد الرئيس أوباما "حرية الأديان"، وقال في حفل الإفطار السنوي الذي
عقد مؤخرًا في البيت الأبيض: "كمواطن وكرئيس، أعتقد أن المسلمين لهم نفس
الحقوق في ممارسة الدين مثل أي شخص آخر داخل هذه الدولة، ويتضمن ذلك الحق
في بناء دور للعبادة".



وأثارت تصريحات "أوباما" موجة
انتقادات حادة له، وسط تأكيدات الساسة على أن مشروع مركز "بيت قرطبة" سيكون
أحد أهم القضايا المؤثرة في انتخابات مجلس النواب في شهر نوفمبر القادم.



وفي
السياق ذاته أظهرت نتائج عدة استطلاعات رأي أجريت مؤخرًا أن هناك اتجاهًا
قوميًّا متزايدًا لمعارضة بناء وتوسيع المساجد والمراكز الإسلامية في جميع
أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.



وعلق مدير حملة (حماية
المساجد، والحرية الدينية) الإمام "مهدي براي" على هذه النتائج بقوله:
"هناك حملة ممولة جيدًا في بلدنا لتشويه صورة الجالية الأمريكية المسلمة،
وبالرغم من هذا فإن حرية التعبير الديني يحميها الدستور، والحرية بالنسبة
للمسلمين الأمريكيين ليست منحة، ولا يمكن التخلي عنها".



وعن
حملة حرية بناء المساجد، قال الإمام "براي": إننا "نرد على أولئك الذين
يستغلون الخوف والجهل.. نرد عليهم بالإيمان والعدالة للجميع، وخلال هذا
الشهر المبارك شهر رمضان سنستمر في بذل الجهود والتركيز على ما هو جيد
ونبيل لأنفسنا، وجيراننا، وأمتنا".



وعقدت الجمعية
الإسلامية الأمريكية (ماس) مؤتمرًا صحفيًّا في وقت سابق من هذا الشهر، وسط
دعم من بعض كبار الساسة الذين ينتمون لأديان مختلفة، ليس للحديث عن بناء
مركز "بيت قرطبة" الثقافي الإسلامي، وإنما للدفاع عن حق المسلمين في جميع
أنحاء الولايات المتحدة في أن يمارسوا شعائر دينهم، ويبنوا مساجد ومراكز
إسلامية.



وأوضح "براي" -في المؤتمر الذي شهد حضورًا
إعلاميًّا كبيرًا- أن الجمعية الإسلامية الأمريكية لديها قلق كبير من أن
المعارضة لا تقتصر على مشروع "بيت قرطبة"، بل إن المسلمين يواجهون معارضة
منظمة، وتهديدات بالعنف في جميع أنحاء الولايات المتحدة عند الإعلان عن
بناء أو توسيع مسجد.



وقال المتحدثون في المؤتمر: إن
المسلمين الأمريكيين لا يتحملون ذنبًا جماعيًّا في هجمات الحادي عشر من
سبتمبر. واختتم الإمام "براي" الحديث بالتأكيد على أن المنظمة ستستمر
وتتوسع في حملتها للدفاع عن بناء المساجد، وستصحح المعلومات عن المسلمين
ودور عبادتهم، وستدعو المساجد إلى فتح أبوابها خلال شهر رمضان لجميع
الأمريكيين.



وأضاف قائلاً: إن "المواطنة من الدرجة الثانية ليست خيارًا بالنسبة للمسلمين الأمريكيين